الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية كوبا، فيدل كاسترو روز، في الاحتفال الوطني لتخريج الدفعة الثانية من مرشدي الفنون، في المدينة الرياضية، في الثامن والعشرين من تشرين الأول/أكتوبر 2005. "عام الخيار البوليفاري الخاص بالأمريكتين".
التاريخ:
أيها الخريجون وذووهم الأعزاء؛
يا طلاب وأساتذة مدارس مرشدي الفنون؛
يا أعضاء فرقة "خوسيه مارتيه" من محافظات بينار ديل ريّو وهافانا ومدينة هافانا وماتانزاس، الذين لم يكن بوسعهم جميعاً أن يتواجدوا هنا؛
يا كوادر اتحاد الشبيبة الشيوعية؛
أيها الفنانون والمثقفون وغيرهم من المدعوين؛
يا أبناء وطننا في كوبا كلها:
كنّا قد فكرنا بالاجتماع مجدداً بعد عام واحد بالضبط، في العشرين من تشرين الأول/أكتوبر، لإحياء عيد الثقافة الكوبية بتخريج دُفعة جديدة من مرشدي الفنون، ممن تأهلوا على الوهج المؤسِّس لمعركة الأفكار، ولكن خطوب إعصار "ويلما" العاتية جعلتنا نؤجّل موعد اللقاء الشيّق إلى هذا اليوم.
قبل يومين من الموعد المذكور، حين قررنا تأجيل إحياء الاحتفال أمام دنوّ إعصار "ويلما" الخطير، كان جزء منكم، وهم أبناء المحافظات الشرقية، قد وصل إلى العاصمة. ولم يكن بإمكاننا أن نعيدهم إلى محافظاتهم وسط الظروف المناخية المعقدة.
يتخرج اليوم 3092 مرشد فنون جديد من بين الطلاب الـ 3879 الذين بدأوا تلقي علومهم خلال العام الدراسي 2001-2002، من بين جدران ثاني هذه المؤسسات، والتي تم افتتاحها في الثامن عشر من شباط/فبراير 2001 بهدف تخريج ثلاثين ألف مرشد فنون خلال فترة مدتها عشر سنوات.
60.4 بالمائة من الخريجين الجديد هم من النساء، و39.5 من الرجال. ينحدر معظمهم من أصول اجتماعية عمّالية.
وهذه القوة الجديدة، التي تتمتع بمعارف وخبرة عملية، تم توزيعها على 3048 مركز تعليمي، بما فيها 26 معهد مهني للمعلوماتية.
مع تخرّج هذه الدفعة الثانية، أصبح بإمكاننا التمتع بأكثر من 6318 مرشد فنون، الأمر الذي يضمن التمتع بمرشد واحد على الأقل في 4898 مركز تعليمي في مراحل الروضة والابتدائية والخاصة والمتوسطة والثانوية.
إنه لمدهش الطريق الذي يُشَق نحو خلق حسّ وتقدير للفنون بين أكثرهم شباباً ونحو تحقيق الهدف الكبير المتمثل في خلق ثقافة عامة متكاملة وواسعة الانتشار بين أبناء شعبنا.
إنها ثقافة ليست فنية فحسب، بل وهي أيضاً تاريخية وعلمية واقتصادية وجغرافية وبيئية، بمختلف حقول المعرفة وبحسّ إنساني عميق.
يبعث الارتياح الكبير عندنا أن نعرف أن من بين الدفعتين المتخرجتين اختار الانتقال إلى مرحلة التعليم العالي 6147 مرشد فنون، ومن بينهم 3555 اختاروا اختصاص الإجازة كمرشد كفنون. شلال غني وهائل من المعارف يتراكم في هذه القوة التي ستكون قوة بالغة الأهمية في تحقيق أهداف العدالة والمساواة في الفرص أمام الجميع.
ضمانة خاصة للتأهيل المتواصل والالتزام والتنظيم وتفاني الشبان مرشدي الفنون تتمثل في تأسيس فرقة "خوسيه مارتيه" قبل عام واحد بالضبط، والتي تكونت في نهاية الأمر بإدارة مجلس الدولة، من خلال مجموعة عمل معركة الأفكار، في التاسع عشر من أيار/مايو، موعد الذكرى العاشرة بعد المائة لسقوط البطل الوطني في ساحة المعركة، وذلك بانتخاب كل هيئاتها.
تقع على كاهل اتحاد الشبيبة الشيوعية مسؤولية سياسية هائلة أوكلتها إليه الثورة لإنجاح برنامج تأهيل مرشدي الفنون هذا، الذي عبّّد طريقه من جديد وجاء كثمرة لأحلامنا بمجتمع أفضل وأكثر كمالاً. فاتحاد الشبيبة الشيوعية هو المسؤول عن تنسيق عمل فرقة "خوسيه مارتيه". عليه مراقبة جودة عملها وارتقائها المتواصل وتنفيذ أعضاء الفرقة لالتزاماتهم. استكمال عدد الكوادر المعنيين العناية بعمل الفرقة في البلديات والمحافظات يشكل أولوية غير قابلة للتأجيل بالنسبة لمنظمتنا الشبابية.
بعد عام واحد من العمل، أصبح مرشدو الفنون يعتنون بـِ 480 ألفاً و526 طفلاً وفتىً خلال دوامهم الدراسي وبـِ 85 ألفاً و599 في ورش فنية. يضاف إلى هذا الجهد في تهذيب الموهبة الفنية وتقدير الفنون جهد نظام النوادي الثقافية، التي تُعنى في مؤسساتها بأكثر من 227 ألفاً و390 طفلاً وفتى، وهو رقم سيتضاعف عدة مرات خلال السنوات المقبلة حين يصبح لجيش مرشدي الفنون الذي نقوم بتأهيله اليوم تواجداً في كل مدارس البلاد وتجمعاته السكانية.
لقد تم جمع العديد من القصص الطريفة على طول وعرض البلاد عن تجارب العمل خلال العام الدراسي الماضي، والتي تثبت مدى إمكانيات الارتقاء بالكائن البشري التي تنفتح انطلاقاً من عمل وتأثير مرشدي الفنون في المدارس ومراكز تقويم السلوك والسجون وغيرها من المسارح الاجتماعية. هذا ما يقوله بعضها، والذي جاء على ألسنة المرشدين أنفسهم أو على ألسنة منسقيهم.
ماذا تقول جينيس غارسيا بيتانكور؟ الاختصاص مسرح. المدرسة الوطنية المدينية "فيرناندو كويستا بيلوتو". بلدية سيينفويغوس.
حسناً، لم أكن قد أوردت هذه القصة الطريفة بين العديد من القصص التي تم عرضها، ولكنني سبق وذكرتها، ولن أدعها جانباً. وهي تقول: "تقع مدرستي في المجلس الشعبي ‘سان لازارو‘، حيث كثيرون من سكانه" –وهنا يكمن اختلافي مع جينيس غارسيا بيتانكور-. لم يكن بودّي ذكر اسمها، ولكن الذين قاموا بطباعة مادتي هذه أخطأوا. فقد قمت أنا بشطبه، ولكن حصل ما حصل. لا بد وأنها مرشدة ممتازة، ولكنها قالت عبارة: "كثيرون من سكانه هم أصحاب مستوى ثقافيّ متدنّي وسوابق جنائية". إن هذا لكثير، وأنا على اختلاف مع ذلك، فأنا أعرف كيف هو شعبنا، وبعض من أبنائه أكثر بساطة وآخرون أقل بساطة؛ ولكننا جميعاً بدأنا من مستوى ثقافي متدنٍّ جداً. لم نكن نعرف شيئاً من شيء تقريباً، ثلاثون بالمائة أمّيّون، 90 بالمائة شبه أميّين، وكم كنّا بعيدين عن مشهد كهذا، الذي يبعث كل ما يبعثه من الدهشة، من الخلود؛ وكم كنّا بعيدين عن مشهد كالمشهد الذي رأيناه قبل بضعة أسابيع، حين تخرّج الأطباء، الكوبيون منهم ومن أبناء بلدان أخرى، وعندما تم تشكيل فرقة "هنري ريف"، التي يتواجد أعضاؤها، البالغ عددهم أكثر من ألف، في النقطتين اللتين وقعت فيهما أقسى الكوارث وأكثرها مأساوية خلال الآونة الأخيرة: الأولى, نتيجة الأعاصير، هناك في غواتيمالا، والأخرى نتيجة الزلازل، وذهب ضحيتها أكثر من خمسين ألف قتيل وأكثر من ثمانين ألف جريح، منهم 90 بالمائة، بشكل عام، مصابون برضحيات تتسبب بها كسور في الأطراف العليا أو السفلى من الجسم أو في البدن.
يسهل تعدادها هكذا، ولكن علينا أن نتصوّر مدى الحزن المريع والمعاناة المترتبة عنها بالنسبة لأولئك الضحايا، أبناء البشر أولئك الذين عليهم أن يتحمّلوا عواقب الفاجعة.
من المؤكد بأن جميعكم تتذكرون ذلك اليوم الذي زلّت فيه قدمي أثناء مشاركتي في حفل التخريج؛ لم أنظر، كنت أنظر إليكم أنتم، هناك في سانتا كلارا، فوقعت وأصبت بثمانية كسور في الركبة وكذلك في الجزء العلوي من الذراع، بإصابة تزيد عن الشُّعر الذي ساد الظن بأنه ما حدث آنذاك، لعل تلك الإصابة أقسى وأصعب إصابة تلمّ بي. أتذكّر تلك المعاناة، وتذكرتها دائماً بالنسبة للآخرين، أمام معاناتهم؛ ولكن الفرصة أتيحت لي للتعرف إليها بنفسي، ولهذا أتحدّث أنا بشغف حين أتذكر كل ما يشعر به الإنسان من عذاب ومن حزن حين تقع كوارث (تصفيق).
أواصل شرح ما قالته الرفيقة جينيس، وهو ممتع جداً. تقول:
"في البداية شعرت بشيء من الخوف حين اضطررت لمواجهة أطفال ذوي سلوك بكل ذلك القدر من الخصوصية. بدأت عملي بمجموعة من الصف الرابع، تُصنَّف على أنها الأصعب في المدرسة. وبكل دهشة تلقيت أصدق تعبيرات الحب والمودّة" –تصوّروا هذه الطفلة، فهي طفلة عملياً، لأنني أذكر تماماً الكيفية التي اخترنا بها الطلاب، فهم طلاب كانوا قيد إنهاء مرحلة التعليم المتوسط، ممن كانوا سيتلقون علوم المرحلة الثانوية الخاصة لمدة أربع سنوات، ليعيشوا كطلاب داخليين في مدارس مرشدي الفنون التي تمت إقامتها في تلك السنة، خلال سنة واحدة فقط.
أتذكّر البرنامج، حين ناقشنا موادّ الدراسية واحدة واحدة، إلى أن تبلور البرنامج، وهو قيد التحسين –كما هو منطقي، وكما هو عليه الأمر في كل شيء-؛ ولكنهم كانوا شباناً، فأنتم الخريجون الأكثر شباباً عندنا بشكل عام.
كنّا، على سبيل المثال، نقوم بتخريج العمال الاجتماعيين، الذين لا أعرف كيف سيكون عليه الحال حين نجمعهم هنا، لأن جمعهم، بدون ذويهم، سيحتاج لأكثر من ملعبين، أو ما شابه ذلك، قصر رياضة، ملعب مغلق كهذا، بقدرة تبلغ 15 ألفاً من أجل استيعابهم؛ وهم أيضاً يشكلون قوة هائلة أصبح لها اليوم أثراً ما فوق العادي في مجتمعنا، ويا لها من قوة! –لا يخطرنّ على بال أحد، وخاصة الأغنياء الجدد واللصوص، الاستخفاف بهذه القوة، لأنه عبر هذه القوة يمكن، في الواقع، إزالة بعض العيوب التي ما تزال تلطّخ مجتمعنا، سعياً للوصول إلى عالم أفضل، وهو عالم أصبح على مسافة من شعب هي أقصر من أي وقت مضى، على مدار التاريخ كله.
لا يظنّنّ أحد بأنهم بلهاء، بأنهم أميين، أو أنهم جاهلين، لأنهم هم الذين أصبحوا يعملون اليوم وبدأوا في هذه اللحظات ضمان تمتع البلاد بمئات الملايين من الدولارات التي تضيع اليوم أو تُهدَر؛ بل وأكثر من ذلك بقليل، بما في ذلك الكهرباء، بما فيها جميع أنواع الطاقة، وأمور أخرى كثيرة، مجموع ما سيتمتع به شعبنا خلال مدة قصيرة من الزمن، وهو أكثر بكثير من الرقم الذي ذكرته، ولن يتمكن أي إعصار من وقف مسيرتنا.
لقد مرّ واحد وأصبح طيّ النسيان، أو على الأصحّ سحقه الإنجاز الذي يقوم به شعبنا، ومرّ الآخر أيضاً وحوّل هافانا إلى فينيسيا، وكان العالم يستسلم للخوف، بينما كان آلاف الكوبيين، وبكل الموارد المتوفّرة، ينهمكون بإعادة الوضع إلى طبيعته خلال أيام، وطائرات تحمل فرقة "هنري ريف" باتجاه الجنوب الغربي إلى غواتيمالا، أو باتجاه الجنوب الشرقي، على مسافة طويلة، على باكستان، من أجل الوصول إلى أراضٍ تقع على علوّ ثلاثة آلاف أو أربعة آلاف متر على جانبي سلسلة جبال هملايا، التي تشمخ فيها قمة إفيرست، كرمز لقمة تطمح الشعوب، ومن بينها شعبنا، للوصول إليها في الميدان الاجتماعي وفي مجال العدالة، دون أن يكون أحد قد تمكن من الوصول إلى الهدف على مدى آلاف السنين؛ ولكنني أظن أنه في هذه اللحظات، الأصعب من أية لحظة أخرى أبداً، لا يدنو أي شعب من هذا الهدف كما يدنو منه شعبنا.
على هذا النحو، لا الطبيعة ولا الإمبريالية تستطيعان ثني عزيمة شعبنا، ولن تستطيعا منعنا من الوصول إلى أهدافنا.
أعود مجدداً إلى ما روته هذه الفتاة التي ذكرتها قبل قليل، إنها أشبه ما تكون بالطفلة. ولهذا السبب لا يمكننا أن نكون نقديين إذا خرجت عبارة، لأنها هي التي كتبت ذلك، ولكن ليس من أجل نشره، لم تكتبه لأي أحد آخر، والذين قاموا بطباعة ما كتبته لوضعه في خطاب محتمل، ربما أنهم لم يمعنوا في ذلك بسبب العجلة. ليس للأمر أهمية.
تقول: "بدأت عملي بمجموعة من الصف الرابع، تُصنَّف على أنها الأصعب في المدرسة. وبكل دهشة تلقيت أصدق تعبيرات الحب والمودّة"، من جانب أطفال ذلك الحي، الذي من المؤكد أنه فقير جداً ولا بد أن فيه أماكن كثيرة شروط الحياة فيها قاسية جداً.
لا بدّ وأن حسن يتذكّر ذلك، فقد زار إلى جانب طلاب الطب أفقر مناطق المدينة خلال سنوات معركة الأفكار. بحثاً عن الخبرات ولمساعدة عشرات آلاف الأطفال تجول في تلك الأماكن، وكانت تردنا أنباء عن تلك الأماكن في كل يوم.
وتواصل هي القول: "... نمّيت عندهم حب المسرح، فقمت بمشاركة أغلبيتهم بتكوين الفرقة المسرحية ‘أبراكادابرا‘ [افتح يا سمسم]، التي تمثّل المدرسة اليوم. تمثّلت مهمتي الأصعب في إقناع الآباء بالأسباب التي تحضرني لكي يسمحوا لهم بإجراء البروفات خارج ساعات الدوام المدرسي". ماذا يعني ذلك، السبت، الأحد، عصراً، صباحاً؟ في أي ساعة، قبل انقطاع التيار الكهربائي أو بعده؟ (ضحك). "والتمتع بدعمهم للأعمال التي نقوم بالتحضير لها كان أمراً مفاجئاً لي، رغم أنني اجتمعت بهم في العديد من المناسبات.
أحد أطفال كانت أمه في السجن". إنه أمر محزن، أليس كذلك؟ ولكن هذا لا يجعل البلدة أو الحي حياً خارجاً عن القانون. من ارتكب الجنايات هو المجتمع، لأن هذه الأحياء لم تولد من لا شيء؛ إنما هو العالم الحضاري والمثقف الذي غزانا واستغلنا على مدى قرون من الزمن، وجلب أيضاً العبودية، وكان قد أقام حتى انتصار الثورة عام 1959 مجتمعاً ذا فوارق هائلة، يمتد بين أناس أغنياء جداً بالغي الثراء، لم يكونوا يعيشون هناك في سان لازارو، إنما كانوا يعيشون أولاً في فيبورا –ما زال هناك بعض البقايا، لم يعد كذلك، فقد أصبح الشعب يعيش هناك-، ومن ثم ذهبوا للعيش في ما هي عليه اليوم بلازا، ثم توجهوا إلى ما كانت عليه من قبل ميرامار واليوم هي جزء من بلدية بلايا، وإلى "الكانتري كلوب" (Country Club) حين انتصرت الثورة، حيث كان يوجد الكثير من هذه الأماكن هناك؛ وحسب ما أذكر، كانت موجودة على مقربة من مدرسة الضباط في سييبا، على مسافة أبعد من كايميتو. كنت أنا أقوم بتوزيع المزارع في تلك الأماكن، وهي أبعد ما تكون عن ذلك الحي، حي إكستراموروس.
"تقع مدرستي في الحي الشعبي سان لازارو، بلدية سيينفويغوس". لقد أخطأت، خلط بين كل الأمور. أين هي الرفيقة الصغيرة يا ترى؟ لا بد وأنها هناك. أين هي الفتاة؟ (تصفيق) إنها ليست من هافانا. أنا لا أعرف ما كُتب هنا؛ ولكن ليس هنا فقط، يجب توخي الحذر في أي شيء كان. تكلّمت عن سان لازارو هنا، إنها القصة الحقيقية، لا بد من وجود حيّ مشابه في أماكن أخرى، مثل سنتياغو، حي كوابيتا. أين هم أبناء سنتياغو؟ (هتافات). تذكّروا ذلك الحي الصغير القريب مما كان عليه معسكر الطيران الصغير ومقبرة سانتا إفيخينيا، هذه الأحياء موجودة في كل مكان.
بما أنني كنت أتكلّم عن جينيس غارسيّا، أين هي جينيس؟ جينيس، اركضي!، لكي ترافقيني هنا وتساعديني (تصفيق). يقال "لا تكرهوا شيئاً لعلّه خيراً لكم" (تصفيق).
اروي لنا هنا، هل تتجرئين؟
إنها تقول لي بأن نعم، أنها تتجرأ على شرح ذلك، ولكن من دون ذكر اسم الطفل.
جينيس غارسيّا: ما يحدث هو أنه، وكما قال القائد العام، الخبرة ما فوق العادية تتمثل في أنني بدأت العمل مع مجموعة يصعب جداً الوصول إليها. تعرفون جميعاً بأن جميع الأطفال لا يهدؤون، وهم سعداء، ولكن أولئك الأطفال كانت لهم مزاياهم الخاصة. وصلت أنا ووضعت نصب عيناي تغيير وجهة النظر تلك وإدخال الفن، وهي المهمة الكبرى التي تقع على كاهلنا جميعاً نحن مرشدي الفنون، ولهذا جاء المشروع برمّته؛ خلط الأولاد والمساعدة على تواصلهم بشكل أفضل في ما بينهم. تجرأت وبدأت العمل معهم.
كان الأمر بالغ الصعوبة في البداية بالنسبة لجميع المرشدين، لأنه عندما تصل إلى المدارس هي شيء جديد بالنسبة لك، شيء لا تتوقعه، ولكن الأطفال استقبلوني ببهجة كبيرة جداً. وفي ما بعث الدهشة عندي، بعدما أخذ الآباء بإدراك الأهمية والتغيير الذي أحدثه المسرح والفن عند أطفالهم، بدأوا بمساعدتي في أمور الأعمال التي كنّا نعرضها، وفي بروفات الوحدة الفنية.
كان لدي طفل أتعامل معه من ضمن المجموعة، كانت أمه في السجن وكان يعاني بعض المشكلات العائلية. المهم هو أنني تمكّنت من ربط هذا الطفل وإدخاله إلى عالم الفن والمساعدة في جعل محيطه يتقبله على نحو اكبر بكثير بفعل تعبيره الفني.
هذا هو أهم ما في التجربة، التي أعتقد بان لدينا نحن جميع المرشدين تجارب متشابهة، لأن هناك أشخاص دائماً وهناك أطفال دائماً، وجميع الأطفال يتمتعون بذلك الخيال المخبّأ في مكان ما، ولهذا نحن هنا، من أجل إقصاء ما في العالم من سواد، سواد المشكلات، والقضاء على ألف عقدة يمكنهم أن يعانوا منها وإخراج هذا الجزء الجميل الذي يتمتع به الطفل. أعتقد أن هذا هو الأهم في كل تجربة (تصفيق).
القائد العام: حسناً، كانت هناك عبارة متبقية وقامت هي بشرحها بشكل جيد جداً. ويا له من حظ أن كان هذا الانحراف نافعاً لكي نرى بالفعل هنا مرشدة فنون تشرح مهمتها.
الباقي يقول: في ما يبعث السعادة عندنا. خرجت هي في إجازة في ذات اليوم الذي قدّمنا فيه العرض وتمكّنت من رؤية ثمرة العمل المُجهد الذي قام به صغيرها، ذي الأستاذة بالغة الشباب. لم أكن مخطئاً، وقد شاهدتموها هنا.
ماذا قال كارلوس، على سبيل المثال؟
كارلوس رويز سيلفييرو، من بلدية بلاسيتاس، المجلس الشعبي غواراكابوجا خاغويجي، الاختصاص موسيقى، المدرسة الابتدائية "إنريكي فيجيغاس"؟
"على أثر شروعي بإحياء الورش، وجدت في المدرسة طفلة رائعة ملأتني بالبهجة. من لا يعرفها ولم يسمع غنائها يمكنه أن يصل للقول بأنها قد أتت من مدرسة للفنون، ولكن الأمر ليس كذلك. إنها ريفية صغيرة لم تكن تعرف ولا حتى ما هي الآلة الموسيقية؛ خلافاً لذلك، كان صوتها يدهش الجميع. قررت بأن يرافقها أحد تلاميذي الذي يعزف الجيتار في أغنية قمت أنا بإجراء مونتاج لها. كانت نتيجة هذا العمل رائعة؛ فالذين شاهدوها أبدوا دهشة كبيرة من موهبة تلك الطفلة التي كانت قد أزهرت وبدأت تعطى ثمارها الجميلة بفضل الاستشارة الفنية.
ماذا حدث مع أوسلينديس بانيو رودريغيز، بلدية غوينيس، اختصاص موسيقى، مدرسة "فيليكس فاريلا"؟
هذا المدرّب أجرى مونتاجاً واسعاً يشمل بدءاً من النشيد الوطني وحتى المعزوفات الكوبية الرئيسية من نغم "تشا تشا تشا". شكّل فرقة موسيقية في تلك المداس، ثم قام بتوحيدها، فكانت النتيجة التي حققها فرقة واسعة رقصت على أنغامها في التاسع عشر من أيار/مايو كل المنطقة المدينية من البلدية، وجعلت ربات منازل وأبناء الحي وعمال وغيرهم من الأشخاص يبدوا مشدوهين ومندهشين من رؤية أطفالهم، بكل صغرهم، قادرين على أداء هذه الأنغام.
ماذا يُحكى عن إلييسير فيرنانديز رودريغيز، الاختصاص فنون تشكيلية، المدرسة الابتدائية "خيسوس مارتينيز، المجلس الشعبي "نيسيتو بيريز"، المنطقة الريفية، بلدية سان كريستوبال، الجبل؟
يقول أبناء الحي أنه منذ وصوله إلى ذلك التجمّع السكاني أصبحت الحياة مختلفة. شكّل مجموعة تتمتع بميول للأعمال الحرفية، فتمكّن معها من تغيير محيط ذلك المكان المنعزل من خلال صناعة منتجات يدوية ومعنوية باستخدام عناصر طبيعية. يروون لنا أنهم تمكّنوا بفضله من مشاهدة وتقدير عمل تشكيلي وحتى إحياء محافل في الجبل حيث حصلوا على جوائز. يقول إلييسير أن الحظ حالفه للقيام بممارسته التطبيقية في هذه المنطقة، ومع أنه يعترف أنه في البداية رفض ذلك، بعد أن وصل إلى هناك وتحقق بأن الفرصة متاحة أمامه لتغيير حياة أولئك الأشخاص، لم يفكّر بالأمر وها هو هناك. يشعر بأنه اكتسب حساسية ويحب عمله بشكل عميق.
مثال آخر هي جوديركيس مارتينيز ساردينياس. الاختصاص فنون تشكيلية. المجلس الشعبي "خوان ديليو شاكون". المدرسة الخاصة لتقويم السلوك رقم 1 "عمر أنتونيو باوتيستا راميريز".
قالت: "كان من الصعب عليّ إدراك الحاجة للعمل في مدرسة لتقويم السلوك، مع الأخذ بعين الاعتبار المزايا الخاصة لهذه المراكز. لاحظت بأن عملي معهم قد سهّل الاتصال وأصبحوا على درجة أعلى من الاجتماعية. يبدو أن للفن قدرة على السحر".
تذكر جوديركيس اسم أحد تلاميذها، وتضيف: "كانت له عين من الزجاج؛ وقمت برفقته بتطوير عمل واسع، إذ أن عنده ميول للفنون التشكيلية.
أشعر بارتياح كبير لما حققته من نتائج. أعتقد أن هذا الطفل لن ينساني أبداً بل وربما يقارنني بأمه، لعلمه أنني وأنا التي لست كذلك قدّمت له كل الحنان لكي أفوز بمكان في قلبه، وأعتقد أنني أحقق ذلك".
ماذا تروي ماريّا دي لوس أنخيليس هارتيرمار. الاختصاص مسرح. المجلس الشعبي "خيرونا سينترو"؟
"لن أنفي بأنني كنت فزعة بعض الشيء حين وصلت إلى هناك؟ فأنا لم يسبق لي أبداً أن عملت كمرشدة فنون في سجن. أدهشني الإقبال على حضورنا؛ وفي سبيل ذلك كانت لطيفة جداً المبادرة. كان عليهم أن يذيبوا الثلج، وقد فعلوا ذلك بقوّة. قدّموا لنا فرقة موسيقية بآلات ليست تقليدية (عُصيّ، علب فارغة، دلاء). الحقيقة أنها كانت ذات وقع جيد على السمع. اقترب منّي أحدهم، أراد أن يطلعني على عمل مسرحي قام هو بمفرده بكتابته ويعكس جزءاً من حياته كسجين والعظة التي يتلقاها داخل ذلك المكان. علّمني هذا أنه لا ينبغي علينا الاستخفاف بالأشخاص ما داموا مستعدّين للتغير والفن يساعدهم على ذلك".
بعد التجارب المتراكمة خلال عام من العمل، كالتجارب التي رأيناها للتو، سينتقل 123 من أفضل أبناء الفرقة ليصبحوا جزءاً من أطقم أساتذة مدارس مرشدي الفنون، والتي تعززت وتتمتع اليوم بـِ 2950 أستاذاً؛ منهم 799 لمواد التأهيل العام و2151 لمواد الاختصاصات.
أكثر من 370 من المتخرجين للتو في اختصاصات التربية الموسيقية والتربية التشكيلية من المعاهد العليا لتخريج المعلّمين التحقوا أيضاً بأطقم الأساتذة في المدارس.
كبيرة هي مساهمة الفنانين والمثقفين الذين التحقوا بهذا العمل التأهيلي. وما زالت حاجتنا أكبر بكثير لطليعة الفنانين في عملية تأهيل هؤلاء الشبان الذين أصبحوا قوّة لا غنى عنها في المعركة الهائلة الساعية لتحقيق ثقافة عامة شاملة عند شعبنا.
في شهر أيار/مايو من عام 2000، عندما اتُّخذ القرار بالشروع بهذا البرنامج، بالكاد كان لدينا 200 مرشد في جميع أنحاء البلاد. واليوم، من بين الطلاب الذين يقومون بممارستهم التطبيقية في نظام التعليم والخريجين الملتحقين بتلك المراكز، يصل إلى 22 ألفاً و25 عدد الشبان المشاركين في هذا البرنامج.
قبل أيام قليلة بدأت الدورة السادسة في مدارس مرشدي الفنون الخمسة عشرة الموجودة لدينا.
إنهم طلاب التحقوا وعندهم فكرة أفضل عن الاختصاصات التي سيدرسونها. إذا ما كان سبعة بالمائة فقط من الشبان الذين بدأوا الدورة الأولى لهذه المدارس قد تلقوا تأهيلاً ما قبل شروعهم بالدراسة، فإن 41 بالمائة من الملتحقين حديثاً بهذه الدورات المدرسية كان لهم ارتباطاً بالفن من خلال حركة الهواة، أو تم تحضيرهم من قبل مرشد أو يأتون من مدارس ثانوية للفنون.
ما زال عدد الطالبات يفوق عدد الطلاب حيث تبلغ نسبتهن 64 بالمائة من عدد المسجَّلين، وحوالي نصف مرشدي الفنون المستقبليين ينحدرون من عائلات عاملة.
عملاً بمبدأ العدالة والمساواة الذي يحكم توجهنا، جرى منذ إقامة المدارس تسهيل التحاق شبان معاقين، وفي سبيل ذلك تم إجراء بعض التعديلات في البرامج التعليمية يسمح بتحقيق الأهداف المنشودة من دون أن يؤثر على جودة تأهلهم. خلال العام الدراسي الذي انتهى للتو كان لدينا 43 منهم؛ بينهم 18 معاقاً جسدياً، 8 أكفّاء، أخرسين اثنين، 7 بكماء، 4 ضعيفي نظر وواحد معاق بصرياً وجسدياً. ثمانية من هؤلاء الشبان يتخرّجون اليوم ويلتحقون بما يحضرهم من حق بجيش مرشدي الفنون النبيل والمبادِر، ليثبتوا أن كل شيء ممكن بالنسبة للإنسان.
تواصل الارتقاء بالبرنامج الدراسي؛ فتم تعديل برامج اختصاصات الموسيقى والمسرح والرقص من أجل تحقيق تكامل أكبر خدمةً للنشاط الذي سيطوّره المرشد. ويجري في جميع الاختصاصات إحياء ورش لتقييم باقي الفروع الفنية.
طرأت زيادة كبيرة على عدد الوسائل السمعية البصرية وأجهزة الكمبيوتر، وهي وسائل تعليم ما فوق العادية. أصبح هناك جهاز كمبيوتر واحد مقابل كل 15 تلميذ.
يجري استخدام ثمانية برامج سوفتوير تعليمية تتمتع بها بقية مراكز التعليم الثانوي الأخرى؛ وبالإضافة لذلك، ببرنامج تم إعداده خصيصاً لمادة "تقدير تاريخ الفنون"، التي يتم إعطاؤها في مدارس مرشدي الفنون.
والبحث ليس بعيداً عن تعلّم الفنون وتقديرها وتعليمها. المحافل العلمية التي تجمع خلال كل دورة دراسية المعلّمين وأعضاء فرقة "خوسيه مارتيه" تسمح بخلق وسائل تعليم لتطوير الورش، وتساهم بالارتقاء في العملية التعليمية التربوية وتكشف عن تجارب مثرية في عمل المرشدين المتخرجين مع أطفال وفتيان.
يتواصل تطوير عملية الصيانة العمرانية للخمسة عشر مدرسة، ويقوم معظمها في منشآت تعليمية قديمة تم إنعاشها كجزء من الحركة العمرانية النشيطة المتمخضة عن برامج معركة الأفكار.
من واجبنا أن نأخذ بعين الاعتبار كل تفصيل لكي تكون هذه المدارس نموذجاً للتعليم والالتزام والإبداع، الأخلاق، إلى آخره.
نأمل من جميع خريجي العام الدراسي الأول الذين يمكثون في مواقعهم أن يظلّوا أوفياء لالتزامهم بالعمل خلال ما لا يقل عن خمس سنوات كمرشدي فنون، وهو ما تم الاتفاق عليه منذ البداية، وأن يمكث الذين يتخرجون من الآن فصاعداً ثماني سنوات، كما وعدوا لاحقاً، في هذا العمل الجميل الذي يعود بثروة روحية ومعارف في كل أنحاء البلاد، وبشكل خاص جداً بين الأطفال والفتيان، الذين يشكلون الضمانة لمستقبل أفضل ومزيد من المعارف بالنسبة للشعب الكوبي.
من واجب الإدارة المركزية للدولة أن تحترم هذا الالتزام، وألا تعود للوقوع في الممارسة المخجلة المتمثلة في مزاولة قرصنة مرشدي الفنون التي حصلت في الماضي، لأنه لن يُسمح لها بذلك في أي حال من الأحوال.
وليُسمَع جيداً، في ما يتعلق بهذا وبغيره كثير من الأمور، ها هم مرشدي الفنون، على سبيل المثال؛ وهناك أيضاً الآخذون بالتخرج كأساتذة تربية بدنية ورياضة وما يتعلق بالقرصنة. من لم يقترف ذنباً، فليرم الحجر الأول.
نعم، هناك قليلون جداً لم يمارسوا قرصنة الكوادر. كوادرنا الثوريون، نعم، أرادوا أن يكونوا كذلك وهكذا كانوا، لكنهم لم يكونوا يعرفوا شيئاً، كانوا يفتقدون للخبرة، فلم تكن هناك ولا حتى خبرة حقيقية في بناء الاشتراكية، وهكذا وقعوا في كل نوع من العادات والأخطاء البيروقراطية؛ ولكن القرصنة هي خطأ في الأخلاق الثورية. "هذا الأستاذ أستاذ جيد، سأجلبه إلي لأن معارفه واسعة".
وهكذا أيضاً كانت تتم سرقة كثير من المعلّمين، فقد كانوا هم أصحاب أوسع المعارف خلال السنوات الأولى من عمر الثورة؛ كانوا يبحثون عن أحد يعرف القراءة والكتابة، فيقتلعون واحداً من هنا وآخر من هناك: "أنا أعطيك كذا"، "تكون على مسافة أقصر من منزلك". الجميع خاضوا حرباً إقطاعية، لا بد من قول ذلك.
على سبيل المثال، في حال المصرف المركزي الكوبي، وهو مؤسسة بالغة الأهمية وتزداد أهمية يوماً عد يوم، كان يعدّ مبرمجين، كوادر ملمّين بالكمبيوتر، وباقي الهيئات، التي لم تكن تعدّ شيئاً، كانت تأتي وتقول: "لدي فندق صغير جميل جداً، يوجد هناك راتب، يوجد بقشيش". أو كانوا يقولون: "سآخذ هذا الأستاذ لكي يعلّم شيئاً أو غيره". يجرون دائماً إغراء للناس، يعرضون عليهم، وهذه هي رذائل رأسمالية، عادات من الرأسمالية، لا يتصور أحد كم هو عدد الأمور من هذا النوع التي كان يتم القيام بها.
مجتمعٌ يريد أن يكون مختلفاً، مجتمع جديد يحاول الوصول إلى أهداف سامية، يجرف معه كل رذائل ذلك المجتمع الفاسد الذي يريد أن يغيّره. إن هذا مثقِل. إنما هو مرور الزمن فقط وأثر العمل، إذا تم العمل كما يجب... ولم يوجد في العالم شيئاً أكثر شيوعاُ وكونية من أخطاء الثوار، أخطاء الذين يريدون تغيير المجتمع أو الذين يريدون تغيير العالم. ولهذا ليست كثيرة الثورات التي تتقدم على الأمام، وليس بقليل، بين هذه الثورات القليلة، عدد التي تفشل على مدار فترات تاريخية.
أظن أن بلدنا يقوم ببذل جهد هائل وربما يعود ذلك إلى حجم الخصم، حجم الصعوبات، الذي جعلنا جميعاً، بطريقة أو بأخرى، نرتقي. ومن المحتمل جداً أن نواصل تقدّمنا، وعملياً انطلاقاً من مواقع الطليعة، نحو أهداف يسمّونها اليوم عالم أفضل، وضعناها نصب أعيننا.
ذلك الذي كان يحدث بيننا هو عار، كان يجد مبرراً له تقريباً في البداية، لأن أحداً تقريباً لم يكن يعرف القراءة والكتابة. فكانوا يذهبون إلى المدرسة ويأخذون منها المعلّم. لقد حدث ذلك على مدار سنوات كثيرة وما زال يحدث. طبعاً بودّهم الآن أن يأخذوا الأستاذ الجامعي؛ ولكن الأستاذ الجامعي أصبح هناك ولا يمكنهم أن يقدّموا له فرصة عمل صغيرة، أو منصباً لكي يفعل شيئاً، ولو كان ملء أوراق.
من واجب الإدارة المركزية للدولة أن تحترم هذا الالتزام "... وعدم الوقوع في ممارسة المشينة المتبعة في الماضي وهي قرصنة مرشدي الفنون، في أي حال من الأحوال". أنا لا أعرف إلى أين يمكنهم أن يحملوا مرشد فنون يشعر بالإغراء أو ينسى كلمته المقطوعة ويريد أن يصبح فناناًُ. يمكن له أن يتمتع بمزايا ما فوق العادية، وأنا لا أشك بأن الأمر وصل بكثيرين لأن يصبحوا فنانين، وقد رأيت ذلك يوم زرت تلك المدرسة في بوجيروس. حسناً، ولكن عليهم مهمة، لقد أعدّتهم الثورة من أجل القيام بمهمة معينة وهي لا تكبّلهم مدى الحياة، مع أننا نعرف أن كثيرين سيشعرون بحبّ لعملهم، برفقة شبان مثلكم، وسيكونون طيلة حياتهم مؤهِّلي وطنيين، مؤهِّلي ثوريين، مؤهِّلي روعة في الفن.
الدورة الأولى امتدت لخمس سنوات، والثانية سبع سنوات. والآن توجد الإذاعة والتلفزيون، وهما ليسا أمريكيين، لا ينتميان للحكومة التي تريد أن تتقدم عملية الانتقال الديمقراطي في بلدنا. تصوّروا عملية انتقال إلى الوراء. هذا هو ما يخططون له، والطريف هو أن أول نقطة في الخطة هي أن يقوم أحمق –كما قلت الليلة الماضية-، عينه فخامة رئيس الولايات المتحدة رئيساً للجنة لا أعرف ماذا، الانتقال في كوبا، بجولة في أوروبا، وقد شرع بها، بين أتباع الإمبراطورية الأوروبيين وعدد ليس بقليل من المرتزقة، ليطلب منهم المساعدة في عملية الانتقال.
هذا شأن أوروبا، أوروبا النتنة، فلتأتِ لمساعدتهم. فنحن نقول أيضاً: فلتأت أوروبا النتنة لتر ماذا تفعل. لقد سبق لها وأهانتنا مرة، أساءت لنا، عبر سعيها لإلغاء مساعدة إنسانية لنا لم تقدّمها لنا أبداً بالأصل، فأكبر من هذه المساعدة هو ما كانت تتم سرقته في التبادل غير المتساوي وما يتم تحقيقه من ربح عبر بيعنا منتجات مصنّعة وشرائها مواد أولية. يجب التدقيق في الأسعار المرتفعة لأي شيء يبيعونه من أجل المحافظة على مداخيلهم العالية، والأسعار البخسة التي يشترون بها المواد الأولية، مثل النيكل وأوراق التبغ، فلا حتى السيجار، أو النيكل من أجل تصنيع فولاذ غير قابل للصدأ، إلى آخره، إلى آخره.
لقد حسبت أرباح أوروبا بالمقارنة مع كوبا –وقد تحدثت عن ذلك في سنتياغو دي كوبا في السادس والعشرين من تموز/يوليو، في الذكرى الخمسين- وهي تبلغ أكثر من 200 مليون دولار نعطيها نحن لهم، بينما هم يقدّمون ثلاثة أو أربعة ملايين كان المتبرعون الأسخياء ينفقونها في فنادق من فئة الخمسة نجوم. وقد نبهناهم: "لسنا بحاجة لهذه القمامة"، وحين واصلوا إهانتهم لنا تظاهر الشعب أمام اثنتين من سفاراتهم؛ أكثر من 500 ألف مواطن أمام كل واحدة منهما، وكان الشعب جاهزاً للقيام بتظاهرة ثالثة متزامنة. فلا يخطئنّ الحسبان! وحين جاؤوا، قلنا لهم: "لا، نحن لا نريد أي مساعدة إنسانية"، فإذا احتاج الأمر أصبح بإمكاننا حتى أن نرسلها لكم، لأن لديكم عدداً من الأطباء أقل مما لدينا بالنسبة لعدد السكان، وهناك أناس أكفّاء عندكم لأنهم لا يستطيعون دفع تكاليف عملية في العيون، أو ليس لديكم الرأسمال البشري ولا تستطيعون أن ترسلوا فرقة من الأطباء إلى أي ركن كان من العالم. وإنما، في أحسن الأحوال، تهددون بالتدخل فيه، تهددون بقصفه؛ وهناك بالذات يتواجد الأحمق اليانكي يطلب المساعدة من أوروبا.
ما الذي بوسع أوروبا أن تفعله أمامنا؟ لا تستطيع فعل شيء. لحسن الحظ أن هناك بلد يستطيع قول هذا. لا يحتاج للإمبراطورية اليانكية، لا يحتاج لأوروبا. إننا نعيش في عالم آخذ بالتغيّر ونحن ثورة قوية جداً وشعب رائع يعرف كيف يناضل ضد خصومه ويعرف كيف يواجه أخطائه بنفسه وكيف يكافح مواطئ ضعفه بنفسه (تصفيق).
وليواصلوا عبثهم الغبي وسيرهم في طريق الفن المرتزَق. لن يأتي أحد إلى هنا للقيام بالتجنيد المرتزق للفن في بلدنا؛ نعم، سيحاولون أن يسرقوا، وفي مرّات ليست بقليلة يسرقون مواهب وفنانين (تصفيق).
أنتم ستكونون الأساتذة وكل باقي الشبان الذين يتأهّلون، الفنانون زارعو وصانعو الوعي، على نحو لا يسمح بنشوء بعض من فاقدي الحس المسؤول وفاقدي الوعي ممن ينسون أحياناً بأن الطفل يتم تعليمه طريقة في الفن منذ بلوغه الخامسة أو السادسة، ويمر مجاناً بجميع مراكز الفنون، وبكل مراكز التعليم ويصل بهم الأمر ليبرزوا كمواهب، كما تبرز بشكل واسع الثروة الهائلة من المواهب عند شعب بأكمله.
لا بد من زراعة الوعي في موعد مبكّر جداً لكي لا يقوم أحد أبداً بممارسة نكران الجميل التي يمارسها بعضهم، ممن تصلنا أنباءهم وهم في قمة عطائهم الفني: "فلان بقي في البلد الفلاني". ولم يبق هذا الفلان في أي بلد إن لم يكن بسبب انعدام الوعي، انعدام الحب للشعب الذي أهّله ودفع له كل شيء، في خضم الحصار، وسط التضحيات، وسط التهديدات؟ (تصفيق). أولئك العمال الذين قطعوا قصب السكر، وقادوا معدات صناعية وعملوا ساعات متواصلة بدون توقف، في الزراعة، في الصناعة، في أي مكان كان؛ في مدرسة ما لتعليم أبناء المرحلة الابتدائية أو المتوسطة، إلى آخره، إلى آخره، في جامعة، في كل مكان.
ثورة طبعاً تعني انتصار الفضيلة على الرذيلة، انتصار الشرف على العار، انتصار الروح المعنوية والوطنية على الارتزاق والرذيلة، وعليه فإن أكثر ما يمكن أن يفعله أولئك الذي ليس بوسعهم خلق قيم على أسس أخلاقية هو سرقة المواهب، لأنه يجري في كثير من تلك البلدان تأهيل مواهب عفوية، انطلاقاً من مبادرات المواطنين أنفسهم، ليست هناك مدارس للفنون كما هو الحال هنا؛ إنما هي موجودة للأثرياء والأثرياء جداً. هي في بلدنا لكل أبناء الشعب، بدون استثناء ولا إقصاء أحد (تصفيق).
كنا نتحدث عن المعلّم بالذات، عن الذين يربّون، الذين يقومون بالإبداع لصالح كل الشعب، وعن أولئك الذين يسرقوننا ويريدون أن يسرقوا منّا فنانين وأبطال رياضيين، أو نوابغ في أي حقل من حقول العلوم؛ ولكن، وكما هو الحال في كل شيء، أرادوا أيضاً أن يجعلونا بلا أطباء، ومن بين ستة آلاف طبيب كانوا لدينا، وليسوا جميعاً بمستوى جيد جداً من التأهيل، سرقوا النصف، ثلاثة آلاف. لم يتمكنوا بذلك من منعنا من التمتع اليوم بسبعين ألفاً؛ أكثر من خمسة وعشرين ألفاً، حسب تقديرات من واجبي أن أحددها بدقة، يقومون بدراسة الطب؛ سبعة آلاف يلتحقون بالدراسة سنوياً؛ أكثر من 12 ألفاً في المدرسة الأمريكية اللاتينية للطب؛ عشرون ألف أمريكي لاتيني، بشكل أساسي من أفقر البلدان، خلال الفصل الأول من العام القادم؛ وها هو البلد الذي أرادوا أن يجعلوه بلا أطباء عليهم أن ينظروا إليه باحترام ورؤية بلد قد تحول إلى جامعة في فروع كثيرة، ولكن بشكل خاص في هذا الفرع بالغ الإنسانية، منقِذ للصحة ومنقِذ للأرواح، ألا وهو الطب. لقد أصدر التاريخ حكمه، أصدرته الجرائم التي ارتكبوها بحقّنا. سوف يرون مائة ألف طالب في هذا الحقل في كوبا، لأننا سنكون طور المساعدة على تأهيل أطباء للعالم، في الوقت الذي لم يعد لديهم هم أطباء يرسلونهم إلى أي مكان كان (تصفيق).
لا يخرّج الارتزاق أي طبيب أممي؛ لا يخرِّج الارتزاق عضواً في الفصيل البار والمجيد، المتخصص في الكوارث الطبيعية والأوبئة والأمراض الخطيرة مثل الآيدز، التي تضرب اليوم بلداناً بأكملها، وتقضي عليها تقريباً، وقارات بأكملها، ولم يعد بوسعهم أن يمنعونا من فعل ذلك، لأنه مقابل كل واحد من الأطباء الذين كانوا هنا، من أولئك الذين سرقوهم، وهم 3000، يوجد في هذه اللحظات ثمانية أضعاف هذا الرقم ينفذون مهمة أممية، أو يساعدون الشعوب في لحظات ألم كبير.
لقد أخذوا ثلاثة آلاف أولاً ثم أخذوا المزيد لاحقاً من المتخرجين؛ ولكن ذلك لم يمنعنا من التمتع في هذه اللحظة بحوالي 25 ألف طبيب من نوع جديد يقدمون خدماتهم في العالم الثالث. وهنا، في وطننا نفسه، خمسين ألفاً. كم ضعفاً؟ خمسة عشر ضعفاً، ستة عشرة أو سبعة عشرة، وموزَّعين في جميع بلديات البلاد، في كل ركن من أركان الوطن، بدءاً من ساندينو، هناك إلى جانب رأس سان أنتونيو، وحتى مايسيه، في باراكووا، في الجبال أو في السهول.
نعرف تمام المعرفة أن نظامنا ليس نظاماً أمثل بعد، ولكن أي بلد لم يتمتع أبداً بعدد الأطباء الذي يتمتع به بلدنا وعلى مسافة تبلغ كل القصر عن المواطنين. لم يتمتع أي بلد أبداً بشيء نأخذ بالتمتع بقدر أكبر منه يوماً بعد يوم: شبكة من المجمعات الطبية متعددة الاختصاصات، أي مراكز عناية أوليّة، وليس فقط من أجل حماية الصحة، وإنما كذلك مراكز إنعاش إلى جانب كل واحد من هذه المجمعات تتمتع بمعدّات لم تتمتع بها أبداً من قبل، جديدة على الإطلاق، بمواصفات ستاندار، يمكن صيانتها، ويمكن إصلاحها، وهو أمر مستحيل حين تكون هناك أربعين أو خمسين ماركة مختلفة، كما كان عليه الحال قبل فترة قصيرة من الزمن في بلدنا، وهذه المجمعات أصبحت تتحول إلى نماذج، وبالإضافة لذلك إلى شبكة لتأهيل الأطباء.
سيكون هناك عشرات، بل على الأصح مئات ومئات من المراكز الجامعية لتأهيل الأطباء.
وهذا بالطبع لا يظهر كثيراً في البرقيات الصحفية، لا، ولا في التلفزيون ولا في الإذاعة، المكتظة بالإعلانات التجارية والأكاذيب الرسمية. إنما هذه الحكومات هي حكومات من الدرجة الأولى في الحقارة.
تذكرون بأننا سألنا السيد بوش: "لنرَ، أيها السيد، قل لنا من أين دخل بوسادا كارّيليس إلى الولايات المتحدة، قل لنا من أي مكان دخل، وفي أي قارب، وعبر أي مرفأ، ومن هم المسؤولين والمتواطئين معه؟" لقد حان الوقت، بعدما مرت أشهر كثيرة، وهم لا يقولون كلمة واحدة عن هذا الموضوع. يحلّون المشكلة بالصمت، وليس بالرد على سؤال، لأن عندهم الكثير من المتورطين، داخل حكومة الولايات المتحدة، ممن سمحوا بدخول بوسادا كارّيليس، هذا الإرهابي، القاتل بلا رحمة، الذي يدعمونه، واليوم يحمونه من العدالة. لم يقولوا كلمة واحدة، مع أننا وجهنا إليهم عدداً كبيراً من الأسئلة العامة.
حين عرضنا رغبتنا بإرسال أطباء لشعب الولايات المتحدة، الذي تُرك تحت رحمة الكارثة المدمّرة في لويزيانا، أطبقوا الصمت، وقد فعلنا ذلك من أجل شعب الولايات المتحدة وبكل حق: فالشعب هو الذي قرر عودة قوات الولايات المتحدة من فيتنام؛ والشعب هو الذي قرر عودة الطفل إليان غونزاليز إلى بلدنا؛ والشعب هو الذي سيجبر الإمبراطورية عاجلاً أم آجلاً على سحب قواتها من العراق، حيث قتل حتى الآن ألفا شاب أمريكي في حرب لا رحمة فيها وظالمة (تصفيق).
كان بودّنا أن ندعمه في لحظة حزنه حين كان الأشخاص المسنون يموتون بلا مساعدة من أي نوع كان في الملاجئ، أو يموتون في المستشفى بينما كانت تسود الفوضى والصيحة الأنانية "أنقذ نفسك بنفسك!" كان بودّنا أن نساعدهم. وكان بإمكان هؤلاء الأطباء أن ينقذوا أرواحاً كثيرة، بيد أنهم لم يذكروا حتى أن كوبا هي من بين البلدان التي عرضت مساعدتها. بينما كان أصدقاؤنا من أبناء شعب الولايات المتحدة يتساءلون: "يا للغرابة ألا تعرض كوبا شيئاً". صمت رسمي مطبق! أجبرنا ذلك على البوح بما كنّا قد فعلناه، وأننا كنّا من بين الأوائل الذين عرضوا تلك المساعدة.
وحين أخذ إعصار ثانٍ بالتقدم بقوة مريعة، لم نكن من بين الأوائل؛ كنّا من بين الوحيدين الذين عرضوا المساعدة قبل أيام من وصول الإعصار. كذلك لم تكن هناك إجابة. صمت.
لقد شرحت يوم أمس المذكرة التي أرسلوها هم قبل أيام قليلة، وكلمات مسؤول مكتب رعاية مصالح الولايات المتحدة لدى كوبا، والتي كانت كلمات احترام، في الحديث عمن ضرورة التعاون بين المكسيك والولايات المتحدة وكوبا لمواجهة الأعاصير.
ظهرت على الفور برقيات صحفية تعلن أن كوبا قد قبلت المساعدة، وقد أثبتّ يوم أمس بالوثائق الكلمات والنقاط الواردة في ردّنا بدقّة. الآن يجري الحديث في كل هذا. ولكنهم لا يوضّحون، بشكل عام هم لا يجيبون على الأسئلة الصعبة، فهم لم يتمكنوا بعد من القول، على سبيل المثال، لم يتجرأوا على القول، ولا يستطيعون أن يقولوا، من دون أن يوجهوا أصبع الاتهام لأنفسهم، كيف ومن أين دخل الإرهابي الأكثر إجرامية والأكثر إثارة للاشمئزاز في النصف الغربي من العالم إلى الولايات المتحدة.
إنهم يسجنون اليوم الأبطال الكوبيين الخمسة الذين كافحوا ضد الإرهاب، خمسة وطنيين أبرياء، والذين صبّوا عليهم جام حقد وانتقام المافيا وفساد محاكم ميامي، وفرضت عليهم أحكاماً بالسجن تصل إلى المؤبّد.
لا أرى بأن أوروبا تمزّق ثيابها مطالبة بالإفراج عن أبناء وطننا هؤلاء، الذين ما يزالون في السجن، رغم أن محكمة ذات صلاحية مطلقة صرّحت في الولايات المتحدة نفسها بأن تلك المحاكمة هي محاكمة غير قانونية، بأن تلك المحاكمة كانت ظالمة، وأن تلك المحاكمة لا تعادل شيئاً؛ غير أنهم ما زالوا في السجن. هذا هو السلوك، انعدام الأخلاقية، عار هذا النظام الإمبراطوري.
ولكن، يا لها من قوّة أصبحت تبلغها كوبا، التي تستطيع أن تنظر وجهاً لوجه إلى المتواطئين مع الإمبراطورية في أوروبا، تستطيع أن تحدّق بهم النظر وتوجه إليهم الاتهام، وتقول لهم: إنكم منافقون، إنكم فاسدون، أنكم تفتقدون للأخلاقية، إنكم مستغلّون، أنتم خلقتم العبودية المعاصرة، خلال القرون الأخيرة من الزمن، بعد ما أطلق عليه اكتشاف القارة الأمريكية. أنتم خلقتم الاستعمار وتبقون عليه حتى يومنا هذا. وأنتم، إلى جانب الولايات المتحدة، خلقتم التبادل غير المتساوي؛ أنتم سرقتم العملات الصعبة لكل البلدان من خلال آلية إجبارهم على إيداع احتياطهم وأموال القطاع الخاص على حد سواء في مصارف البلدان الغنية، تهرباً من التضخم، لتلجأ إلى هناك؛ وهكذا تتمتعون بكل أموال العالم. ولهذا أقول لكم: إنكم ناهبون، إنكم لصوص، وبالرغم من ذلك لا تستطيعون أن تتصرفوا بأموال كوبا على مزاجكم. غير أن دولار الإمبراطورية المتغطرس، الذي تم تلقينه بعض الدروس، ما زال ينهبنا بشكل همجي.
هذا ما رويناه نحن لمارادونا خلال المقابلة الأولى التي أجراها معنا، حين أثبتنا له أنه في بلد محاصر، حيث ما يزال هناك تقنين وحيث كثير من الأمور يحظى بمعونة ما فوق العادية من الدولة، دولار واحد متغطرس، يتم إرساله من هناك ويتم صرفه اليوم ليس بستة وعشرين، وإنما بأربعة وعشرين بيسو، حيث أن عملتنا آخذة باستعادة قيمتها، بهذا الدولار يسددون، على سبيل المثال، ثمن أكثر من 150 كيلو/واط من الكهرباء. وكم يدفعون؟ كم يدفعون إذا كان الاستهلاك من الكهرباء أكبر؟ بالكاد دولارين اثنين مقابل كل 300 كيلو/واط.
هذه هي القدرة الشرائية للدولار الذي يقومون بإرساله من هناك، وكم يتوجب على الدولة الكوبية أن تدفع مقابل كل كيلو/واط من الكهرباء؟، في أفضل الحالات، إذا كانت الحسابات صحيحة حول التكاليف، 36 سنتاً –وربما أكثر- مقابل هذه الكيلو/واط. أي أنهم يرسلون دولاراً واحداً ويكلّفنا هذا ثمانية عشر دولاراً بالعملة الصعبة القابلة للصرف؛ يرسلون اثنين ويكلفانا 36 دولاراً. وهكذا يفعلون بالنسبة لأمور أخرى كثير، وفي الحقيقة أن شعبنا، وبينما يقومون هم بنهبنا بهذا الشكل، كان يستلم في كثير من الأحيان، كما كان عليه الحال حتى ما قبل فترة قصيرة من اليوم –وبدأ الحال يتغير- قطعة من الصابون، بالحصّة، وبلا رائحة، بلا أي نوع من العطر، أو أنبوب صغير من معجون الأسنان بكميات محدودة؛ أو حتى الفوط الصحية النسائية بكميات غير كافية. نعرف ذلك جيداً، لأنه تم الإيعاز للصناعة الخفيفة قبل بضعة أشهر بإنتاج ما يكفي لزيادة كميات الصابون وإغنائها بشيء من العطر؛ الكميات اللازمة من معجون الأسنان؛ والكميات الكافية من الفوط الصحية النسائية، على نحو تكون فيه كافية، وهذه الخطة تم وضعها حيز التنفيذ. بل وأن هناك توجيهات جديدة بزيادة هذه الكميات بشكل كبير.
وعليه فإن البلاد تقوم ببذل الجهود، ولكن في هذه الأثناء، كم تنفق هي من الأموال في معونتها للدولار، عبر مضاعفتها للقدرة الشرائية للدولار.
لا أسعى لشرح كل شيء هنا، ولكنني أعلن، وأعلن عن ذلك في الوقت المناسب، لأن علينا أن نعمل جميعاً متكاتفين، من أجل إلحاق الهزيمة بهذا الشكل من أشكال النهب، هذا الشكل من أشكال الاستغلال. ما قمنا بفعله ليس كافياً، ولكننا نعرف تماماً ما الذي يتوجّب فعله، استناداً إلى مبدأ الحدّ الأدنى من الفرص للطفيليات؛ الحدّ الأدنى من الفرص لأولئك الذين يستقبلون تلك العملة التي تنهبنا، أياً كانت هذه العملة، لأن بلدنا قد راكم ما يكفي من الخبرة والتجربة لمواجهة الأشياء كما يجب وتفادي حدوث مثل هذه الأوضاع أبداً بعد اليوم.
إن بلدنا يسير باتجاه تحقيق الحصانة العسكرية و نحو الحصانة الاقتصادية، أصغوا جيداً؛ وما يقوم بفعله هؤلاء الآلاف من العمال الاجتماعيين، مع أنه لم يتحرك بعد إلا جزء صغير منهم، هو خوض المعركة من أجل تحقيق هذا الهدف المتمثل بالحصانة الاقتصادية، وسيكون المبدأ الذي يحكم أكثر ما يمكن للذين يعملون، أكثر ما يمكن للذين يتلقون راتباً أو معاشاً كعمال في مصانع، مهنيين، كمعلمين، كأطباء، كعمال في أي مكان كان. نعم، يجب أن يكون هؤلاء أكثر المستفيدين. كثورة تطمح لعالم أفضل ولمجتمع أكثر عدالة بكثير ولديها اليوم التجربة الكافية لكي تسير بسرعة أكبر نحو تحقيق هذا المصير، من واجبنا أن نسعى لجعل الإنسان يعيش من عمله، أو يتلقّى من المجتمع ما يستحق بسب عمله خلال فترة طويلة من الزمن، في ما يساعدنا على تحقيق الأمور التي لا تبعد عنّا إلا ثلث الطريق، ما سنتمتع به خلال وقت ليس ببعيد جداً، ودون أن يجعلنا ذلك نتخلى عن مشاطرة شعوب أخرى جزءاً مما نملك، وخاصة كل التجربة وكل المعارف التي لدينا.
أنبه إلى أننا نعرف العديد من الأمور التي نقوم بفعلها اليوم (تصفيق)، يجب معرفة ذلك. ولن يزيد فقرنا فقراً، ولا نكون بذلك نحرم أنفسنا من شيء. الكفاح البطولي الذي خاضه شعبنا صنع الأثلام وهو يحرث في الزمن لكي نزرع بذور ذلك المجتمع وذلك العالم الأفضل الذي يشكل جزءاً منه أولئك الأطباء الذي اكتظ بهم هذا الملعب الذي يكتظ بكم اليوم وسيكتظ غداً بالعمال الاجتماعيين الذين، ليسوا فقط واعين ويكافحون أموراً خاطئة بشكل مطلق، وإنما هم آخذون بحشد أبناء الشعب أولئك الذين، وإن لم يكونوا عمالاً اجتماعيين، سيأخذون بالتعاون في هذه المعركة؛ لأنه عندما يقوم كل مواطن في كل مجلس شعبي وفي كل مكان بما هم يفعلونه اليوم، ويكافح أعضاء لجان الدفاع والمنظمات النسائية ومقاتلي الثورة والعمال والطلاب وأعضاء الشبيبة والحزب نفس ما يكافحه هؤلاء العمال الاجتماعيين، الذين أصبح الخيط بيدهم، وخاصة خيط واجب تقفي أثر الأغنياء الجدد الذين لا يريدون أن يدفعوا والمرتشين الذين يستسلمون للرشوة، سيكون على درجة أصعب يوماً بعد يوم أمر تمكنهم من مواصلة فعل ما يفعلونه اليوم. ولهذا أقول ما أقوله لكم بثقة كبيرة.
على سبيل المثال، نستطيع مساعدة حكومة الولايات المتحدة بتعليمها كيفية حماية المواطنين في حال وقوع كوارث طبيعية، لكي لا يموت الكثير من الناس الفقراء.
أعتقد أن ميامي الآن بلا كهرباء بعد مرور الإعصار، وهي بلا مواد غذائية، إنها تفتقد لكل شيء، وما نعرفه هو أن المائة ألف مواطنين الذين تضرروا من دخول البحر هنا، إنما هم يستلمون مواد غذائية بشكل متكرر، لم تنقصهم أي حماية من أي نوع كان ويقوم العمال الاجتماعيون هناك بإجراء إحصاء عن كل الضرر الذي لحق بهم، وذلك في سبيل التعاون معهم ومساعدتهم على تعويض ما خسروا بأقصر وقت ممكن. هذا هو ما نعرفه، وهذا هو ما حدث كلما وقعت كارثة.
حول قرصنة هيئات الدولة التي تحدثت عنها: حسناً، هل ستقوم الإذاعة والتلفزيون بالتعاقد معهم؟ هل سيفعل ذلك معهد الفنون والصناعة السينمائية يا ترى؟ هل ستقوم مسارح السلطات الشعبية يا ترى بقرصنة طلاب أو مرشدي فنون من أجل تشغيلهم هناك؟
من هو الذي سيقوم بالقرصنة؟ نحن نأمل ألا يقوم بذلك أحد. أرى من هنا إرنستو، مدير التلفزيون، من المؤكد أنه لن يرتكب هذا الانتهاك، ومن المؤكد أن رؤساء السلطات الشعبية لن يرتكبوا هذا الانتهاك، ومن المؤكد بأن الهيئات السياحية لن ترتكب هذا الانتهاك، ومن المؤكد بأن هيئات الدولة لن تقوم بقرصنة الشبان الخريجين، من يقومون بالبرمجة أو الملمّين بالكمبيوتر، لأن هناك أربعون ألف طالب برمجة في المدارس المهنية لتعليم الكمبيوتر. أربعون ألفاً! وهناك ثمانون ألفاً في جامعة العلوم المعلوماتية، ممن يقومون بدراسة المستوى العالي كمصممين لبرامج الكمبيوتر.
من يسرق يجب قطع يده –وهذا مجرد قول-، قطع يد السارق، ويعود هذا إلى عهد قانون القصاص. أنا الذي درست الحقوق وهناك أمور كثيرة لا أذكرها، أذكر قانون القصاص، الذي كان يقضي بقطع اليد باليد؛ لا، ليس المقصود قطع يد أحد جسدياً، إنما يعني أن المسؤول عن قرصنة طاقم مؤهل لا ينبغي أن يمكث في منصبه يوماً واحداً بعد هذا الفعل. دققوا جيداً في ما أقول، وأقول ذلك باسم الثورة، باسم الحزب، باسم الدولة: لا ينبغي على مرتكب احد أنواع هذه القرصنة أو من أي نوع آخر أن يمكث يوماً واحداً في منصبه، ويجب السعي لوضع نظم تنص على التكلّم أولاً مع ذلك الطرف الذي سيأخذون أحداً من عنده. لقد آن الأوان لعدم تكرار أياً من تلك الأخطاء.
إن كوبا تشكل اليوم إلهاماً وأملاً بالنسبة لكثيرين. ميل الثورة الإنساني وللعدالة يشكل مرجعية للمؤمنين بإمكان وجود عالم أفضل من عالم الهمجية والعنف والأنانية والتبذير الذي أوقعنا في الجبابرة. في هذه المعركة من أجل مستقبل البشرية يحفّزنا دعم العديد من فناني ومثقفي العالم المدافعين إلى جانب كوبا عن حقها بالتفكير الخاص في وجه الهيمنة، وعن إيمانها بالإنسان في وجه جبروت السوق.
الحركة الواسعة التي تولّدت حول نداء "لنضع حداً لمناورة جديدة ضد كوبا" (خلال الدورة الحادية والستين من جلسات لجنة حقوق الإنسان التابعة لمنظمة الأمم المتحدة)، الذي وقّعه أكثر من 5500 مثقف من كل أرجاء العالم؛ والتوقيع الجماعي لرسالة مفتوحة إلى المدعي العام للولايات المتحدة للمطالبة بإطلاق سراح أبناء وطننا الخمسة، والتي وقعها حتى الآن أكثر من خمسة آلاف شخصية من بينهم العديد من الحائزين على جائزة نوبل؛ وتشكيل "المحكمة المدنية الدولية ‘بينيتو خواريس‘" في المكسيك لمقاضاة أعمال مرتكبة ضد كوبا على يد الولايات المتحدة، ويشارك فيها مثقفون بارزون، إنما هي علامات بارزة على التضامن الذي تبعثه قضية شعبنا عند الناس الشرفاء وعلامات بارزة على التضامن والعدالة.
عندما قلت بأن أزلام الإمبراطورية يطبقون الصمت، أمكنني أن أقول، وكما هو معروف من خلال الوثيقة التي تمت قراءاتها في محكمة كوبا المناهضة للإمبريالية قبل بضعة أشهر وموقّعة من قبل أحد أكبر الكتاب في تاريخ هذه القارة، وهو غابرييل غارسيّا ماركيز، تحكي تلك الوثيقة وتبلغ عن الخطوات التي كانت كوبا قد قامت بها، بهدف نقل جواب السلطات الأمريكية حين أبلغناها بأن تلك المجموعة الإرهابية، ومحورها بوسادا كارّيليس، كانت تخطط لتفجير طائرات وهي في الجو، والتي يسافر فيها مواطنون أمريكيون أيضاً. بعد تلك الموجة من التفجيرات التي تعرضت لها فنادق في كوبا، والتي تم اكتشاف أمرها وإحباطها، وجد الإرهابيون أنفسهم أمام وضع محرج وكانوا يفكّرون بتفجير طائرات تقوم برحلات منتظمة إلى كوبا، وذلك باتباع ذات الطريقة: ركوب مرتزقة في الطائرة وزرع قنبلة يمكنها أن تنفجر بعد ذلك بخمسين أو ستين أو حتى تسعين ساعة، بعدما يكونوا قد غادروا البلاد.
أبلغنا ذلك لحكومة الولايات المتحدة عبر توفير المعلومات لها، وكنا بذلك نشاطرها ما كان يحصل عليه أولئك الرفاق السجناء اليوم من معلومات عن الإرهابيين في سبيل الدفاع عن شعبنا. وطبعاً، لم يكونوا هم الوحيدين، وإنما كانوا يشكلون جزءاً من الآليات التي تستقي البلاد المعلومات من خلالها وكان بوسعها تفادي تلك الأعمال.
أنتم تذكرون ما حدث. أوعزوا حتى لمكتب التحقيقات الفدرالي بالإطلاع والتحقق، تم توفير جميع عناصر الحكم، وما فعلوه بعد ذلك بأيام قليلة هو البحث عن خيط، وبل وربما كان لديهم بعض الخيوط من قبل، والقبض على هؤلاء الرفاق وإخضاعهم للإجراء الوحشي الذي أخضعوهم له. إنهم في حالة عزلة، لا يستطيعون ولا حتى التحادث فيما بينهم، كل منهم في مكان مختلف عن الآخر. وهناك أقارب مقرّبون لم يستطيعوا زيارتهم.
الحقراء الذين يمزّقون ثيابهم ضد الثورة لمحاربتها بكل حق المرتزقة الذين يؤيدون الإرهاب، الذين يؤيّدون الحصار، الذين يؤيدون الأعمال الجبانة ضد بلدنا، لا يقولون شيئاً عن أولئك القابعين في السجن. لم يبق عندهم الحد الأدنى من الأخلاق، الذي أصبح اليوم بمستوى نعل أحذيتهم، وهو ما كانت عليه من مستوى على مدى تاريخهم، منذ بدء وجودهم كبلدان صناعية، فاستغلوا الشعوب واستغلوا القارات، واستغلوا العالم.
ولكن عندما روينا ذلك الجزء مما نقله غارسيّا ماركيز بقينا بالانتظار لنرَ ما يقوله قادة الإمبراطورية، إن كان صحيحاً أم لا ما كنّا قد أبلغنا به رئيس الولايات المتحدة... إن كان صحيحاً أم لا. لم يقولوا كلمة واحدة. لم يقولوا كلمة: إن كنت أنا تلقيت ذلك التقرير أو لم أتلقّاه، إن كان مكتب التحقيقات الفدرالي قد اطلع عليه أو لم يطلع عليه؛ إن كان ضباط مكتب التحقيقات الفدرالي قد توجهوا إلى كوبا أو لم يتوجهوا إلى كوبا؛ إن كان مكتب التحقيقات الفدرالي قد تلقى تلك وغيرها من التقارير، والتي كان أولئك الرفاق القابعين في السجن مصدر عدد كبير منها.
لم يدافع أولئك الرفاق عن شعب كوبا فقط؛ إنما دافعوا عن شعب الولايات المتحدة، عن مواطنين أمريكيين من أعمال المافيا الإرهابية في ميامي ومن قتلة عصابة بوسادا كارّيليس.
لم يسمع أحد كلمة واحدة، فهم لا يقولوا شيئاً، لا يتكلمون، ويتحدثون عن حرية الصحافة، وعن صحافيين بلا حدود. ليس ذات الشيء مراسلون بلا حدود ومراسلون بلا حياء، يفتقدون للشرف، وهم الذين يكرسون أنفسهم لنشر الأكاذيب ويعيشون أيضاً في الإمبراطورية.
هناك طفيليات كثيرة ما زالت تعيش على حساب عرق العمّال والفلاحين في العالم، وخاصة عمال وفلاحي العالم الثالث، الذي يشكل اليوم ثلاثة أرباع البشرية.
الاستجابة ما فوق العادية من جانب العديد من مثقفي العالم، إلى جانب شخصيات سياسية واجتماعية، للدعوة التي وجهتها قبل أيام قليلة من ذلك منظمات من بلدنا "للقاء الدولي ضد الإرهاب، من أجل الحقيقة والعدالة"، أكد لنا مجدداً قيمة الأفكار في المعركة ضد أكاذيب الإمبراطورية وجرائمها وقدرة كوبا على التوحيد والمشاركة في الصراع الاستراتيجي مع النفاق وازدواجية المعايير واستخدام القوة من قبل جارنا الشمالي الجبّار.
كل هذا هو دليل على ما يبعثه إنجاز شعبنا ما فوق العادي من إعجاب واحترام في وجه أكبر التهديدات، ومحصّلة الدور الطليعي الذي لعبه ويلعبه المثقفون الكوبيون خلال هذه السنوات المبدعة والخصبة من معركة الأفكار.
"... إن أم الكرامة، وعصار الحرية، وصون الجمهورية ومخرج رذائلها هو قبل أي شيء آخر نشر الثقافة"، هذا ما قاله خوسيه مارتيه بعمق وجمال.
مرشدو الفنون الذين نخرّجهم اليوم سيحملون إلى صفوفهم التعليمية الثروة الثقافية التي تمتع بها شعبنا على مدى تاريخه، وسيعدّون أطفالنا وفتياناً للسير في طرق الثقافة والمعرفة التي شقتها الثورة أمامهم.
وسيضاف عملهم الهام إلى جهود بلدٍ يعيش لحظة مدهشة من الإبداع في كل المظاهرات الفنية. طويلة هي قائمة الوقائع التي تحدث حالياً في هذا الميدان.
يكفي الإشارة إلى أننا نتمتع بنظام تعليم فني لا منازع له في العالم. تم في هذه السنة تخريج 1091 فنان من المستوى الثانوي من مدارس الفنون في البلاد. أحد الأمثلة على ذلك هي ورش هواة الفنون التي تجري في المدرسة الوطنية للباليه، بمشاركة أربعة آلاف طفل وفتى، ستبدأ دورتها الرابعة ويتواصل العمل في الارتقاء بالبرامج التعليمية للباليه والرقص والموسيقى والفنون التشكيلية التي يتم تدريسها هناك.
كجزء من برامج معركة الأفكار تخرّج في موعد حديث العهد 1806 شبان، قادمين من دورات الارتقاء الشامل للشبان العاطلين عن العمل، من دورات الترويج الثقافي التي تعطيها مراكز الارتقاء الثقافي التابعة للدوائر الإقليمية للثقافة.
إن بلدنا هو مقرّ محافل ومهرجانات هامة ساهمت عبر التصميم الأفضل والمشاركة الشعبية ومن جانب المثقفين في نشر أفضل ما عند الثقافة الكوبية، وقد تحوّلت هذه المحافل والمهرجانات إلى فسح للجدل والمناقشة وتقديم العروض، ومنها: مهرجان السينما الأمريكية اللاتينية الجديدة، المهرجان الدولي للباليه، صالون الفن المعاصر، مهرجان الكوكالامبيه في لاس توناس، مهرجان السينما الفقيرة في خيبارا، مهرجان بيني موريه في سيينفويغوس، مهرجان الكاريبي في سنتياغو دي كوبا، المخصص لفنزويلا، مهرجانات مايو الشعبية، ومهرجان الثقافة الأمريكية اللاتينية في أولغين.
الفنانون والمثقفون الكوبيون الذي تجمعهم دعوة "دفاعاً عن البشرية" شكلوا ويشكلون حصناً لمعركة الأفكار على المستوى الدولي، وذلك بحشدهم تحركات ودعوتهم لمثقفين بارزين من العالم ونشرهم للفكر التقدمي، كما أنهم مناضلين عظام في معركتنا من أجل الثقافة والحرية والكرامة الكاملة لشعبنا.
في نهاية كلمتي، يا مرشدو الفنون الأعزاء، يسعدني أن أكرر اليوم ما قلته قبل سنة واحدة لخريجي الدورة الأولى في مدينة سانتا كلارا:
إلى الأمام يا روّاد الثقافة والحس الإنساني البواسل! (تصفيق مطوّل وهتافات) حياة مديدة من المجد بانتظاركم!
عاشت الثقافة والفنون! (هتافات: "عاشت")
عاشت الإنسانية! (هتافات: "عاشت")
الوطن أو الموت!
سننتصر!
(تصفيق حاد)