مقابلات

مقابلة اجراها القاناة سي إيمي قو ، بكاماغواي، بيوم 3 يناير عام 1956، " عام التحرير"

Autor: 

يدل كاسترو: أصبح النصر مؤكدا بسائر أنحاء البلد ، و تمت الرقابة على جميع القيادات العسكرية بالأمة، و تتولاها الزعامة الثورية و أصبح الرئيس القاضي أوروتيا و أنا أخضع له عسكريا بشكل مطلق. قد تمت استعادة الحرية و السلطة المدنية بكاملها و أطلب من جميع القيادات العمالية و من سائر العمال و من الطبقات الحية وقف الاضراب العام الثوري الذي تم تتويجه بأجمل انتصار شعبنا.

بساعة الانتصار هذه أتذكر بإخلاص الأبطال الذين استشهدوا و أعبر عن ال ّ عرفان و تقديري المثير و العميق لشعب كوبا الذي هو اليوم موضع فخر و اعتزاز للقارة الأمريكية و مثالا لها .

صحفي:ايها الدكتور كاسترو: متى يمكننا أن نخبر لشعب هافانا أنكم ستصلون مع رفاقكم إلى هناك؟

فيدل كاسترو:طيب، بشكل طبيعي تفهمون رغبتنا في الوصول إلى هافانا ، بين أسباب أخرى، لأننا نعرف أنهم ينتظروننا ،و لكن، كما استطعتم ادراكه ، ينبغي أن تكون المسيرة بطيئة قليلا، لأسباب شتى: هناك عراقيل ببعض الأماكن بالطريق...

صحفي: كنا شاهدي أعيان-أعتذر لأنني قاطعت كلامكم-للتصفيق الهائل و الشامل و الاستقبال الصليل لكم بمدينة كاماغواي، حيث عشرات الآلاف من النساء و الرجال و الأطفال اندفعوا إلى الشارع للهتاف بحياتكم . نفترض أنه لذلك ينبغي أن تكون المسيرة بطيئة أكثر...

فيدل كاسترو: فعلا، أعتقد أن عرفان و حنان الشعب يتجوزان كل الفضائل التي يمكننا أن نتميز بها. أرى أنه ببساطة لم نقم إلا بأداء الواجب و بنهاية المطاف لم تكن التضحية هكذا كبيرة . كانت أكبر تضحية الأمهات اللواتي خسرن أبنائهن بهذا النضال ، الذي كان نضالاضروريا .

إننا ببساطة قد أدينا الواجب،نعتبر أننا أدينا واجبنا أو على الأقل جزء من واجبنا.

ألاحظ أن العمل يزداد كل يوم، و في بعض الأحيان يصبح مهلك. منذ أيام عديدة لم ننم و لا دقيقة . لا ننام بالنهار و لا بالليل.

إنني كنت أشرح سبب تآخرنا و كنت أقول أنه نتيجة من الحرب كان من الضروري ، للحيلولة دون مرور القوات التي كانت تقاتل ضدنا و الدبابات، كان ضروريا تدمير عدد من الجسور و الآن نسير بالضبط بالسيارات و الدبابات ونواجه عامل غير مساعد و نضطر إلى الانحراف عن الطرق و السير ببطء. طيب، و أيضا ، كما هو طبيعي أمامنا واجب الوقوف عند القرى حيث ينتظرنا دائما رفاقنا ، متمنيون مصافحة و تحية مقاتلينا و ذلك يؤخرنا.

إن حساباتنا هي التالية: الخروج هذه الليلة أو غذا فجرا من كاماغواي، الوصول إلى سانتا كلارا غذا، الانطلاقة من ساتا كلارا بعد غذا يوم الثلاثاء-سوف ينبغي علينا اقامة فعالية في سانتا كلارا – و ثم ، يوم الأربعاء، حسب حساباتنا، نفكر أننا سنصل إلى هافانا.ها هي خططنا، و نعتبر أنه ، رغم رغبتنا في الوصول إلى العاصمة ، نعتذر مع شعب هافانا و نتمنى أن يفهم الصعوبات التي تحول دون التقدم بشكل أسرع...


 

صحفي:حسب ما فهمناه ، ايها الدكتور كاسترو، سوف تصلون إلى هافانا مع أكثر من

ألف رجل، مع كل الدبابات، و السيارات ، إلى آخره.

فيدل كاسترو: طيب، في الحقيقة،بموجب الخطط لاعادة هيكلة و تنظيم القوى الثورية إنني قد تركت في مختلف المحافظات ، في مختلف المناطق، عدد كافي من المقاتلين للحفاظ على الأمن، و هذا أمر ليس من الصعب تحقيقه مع الشعب الكوبي. في محافظة أوريانتي لم تكن لدينا و لا حالة نهب و قد تم اعتقال العناصر المحقودة أكثر ، و لا أحدتولى الانتقام بيديه، رغم أنه بعد السيطرة على الأوضاع على الصعيد الوطني جرى قتال بعدة مدن حيث تمت مواجهة عناصر فرغ صبرهم لذنبهم الكثير مما كلفنا خسارة عدة أرواح ذات قيمة كبيرة. بالصدفة النقيب أوراسيو رودريغيز، أحد رفاقنا في الغراما، بعد الاستيلاء على ساحة مانثنييو حاول اعتقال قواس- رجل محقود جدا لأنه ارتكب جرائما عديدة بمنطقة يارا، ذهب لاعتقاله، و يبدو أنه اصر على ذلك ، دخل ببيت بعد قذف قنبلتين يدويتين، إذن أطلقوا النار عليه برشاشة و قتلوه. هنا في كاماغواي كان لا بد من خوض معركة ، بالأمس، بالذات، ضد عدد من العناصر من القوات القمعية و عملائهم و عناصر ماسفيريريستاس الذين التجؤوا إلى عمارة و كان لا بد من اخراجهم بالقوة الحية. و كلفنا أيضا بعض الخسائر. و لكن، خارج عن هذه الأحداث...جميع تلك العناصر، عندما كان يتم اعتقالهم،فورا، حسب الأحكام التي حافظنا عليها خلال هذه الحرب، لا أحد كان يتصرف بحقد و لابروح الانتقام،بالعكس، يعتبر الجميع كمسألة شرف و بمروءة اخضاع الكل، حتى المجرمين ، للإجراءات ...

صحفي:إن هذا مثال راقي على المسؤولية و الرصانة و الوجاهة التي تتميز بها القوات الثورية .

فيدل كاسترو:دائما قلت أنه لن يكون في المستقبل انتقام و إنما عدل . و لكن، يعني العدل ملء المتطلبات الأساسية للاجراءات، و مع ذلك، هناك حالات حيث يعرف الجميع أنه ليس هناك خيار آخر إلا الحكم بالإعدام، لأنهم رجال و قد ارتكب بعضهم حتى 20 و 30 اغتيال ويصبح من المستحيل عدم تطبيق هذا الحكم بهذه الحالات. و لا يريد الشعب شيء آخر إلا الحكم عليهم بالإعدام .

صحفي: مبرر جدا.

فيدل كاسترو:و بهذه الحالات سوف تقرر المحاكم الثورية بموجب القانون الثوري، حسب ما يريده الشعب و، إضافة إلى ذلك، حسب ما يحتاج إليه البلد . لا يجب أن انسى الأيام المأسوية التي عانت بها الامة. يمكنني أن أفسر قليلا تأثر الشعب، حماس الشعب،الهذيان و الفرح بهذيان للشعب ، فقط لأن الطغيان كان قاسيا جدا. كنت أقول لصحفي أن ذلك الفرح يعطي قياس للقساوة و للنظام اللاانساني لباتيستا.

من الضروري، علاوة على ذلك،سرد مثال:عندما يجري التصرف بعدل حتى الناس القريبين لشخص ما الذي ارتكب عشرات الجرائم، يفهمون أنه لم يبق هناك خيار و لم يعد يبق حتى هذا الحقد هناك. إنها ستكون عقوبات مثالية ستطبقها الثورة فقط على أولائك الذين يستحقون ذلك.و لكن كنت أقول لكم أنه لم تجر و لا حالة لرجل يجرونه بالشوارع.

و سكان مانثانييو، مثلا، بايامو،سانتياغو دي كوبا،هولغين،بالأماكن التي كان الارهاب أقسى فيها، تصرفوا بشكل مثالي أكثر.

هكذا ليس من الصعب الحفاظ على الأمن و الاطمئنان لأن الشعب يعمل كل الشيء إذا كانت هناك معاملة طيبة، إنه مستعد للتعاون و لعمل كلما يلزمه الأمر، إنه مستعد لأداء أكبر التضحيات، و إنه ليس مستعدا لعمل أي شيء إذا كانت المعاملة سيئة. إنني فهمت ذلك...

صحفي: ايها الدكتور،أغفر عني إذا أوجه هذا السؤال الذي هو عاطفي قليلا.

فيدل كاسترو: نعم، طبعا.

صحفي:بما أنكم بدأتم أول معركة كبيرة في معسكر الثكنة مونكادا ضد المغتصبين، و انحدر عن ذلك المكان أصلكم و اسم حركة 26 تموز/وليو كان عليكم الاصابة بصدمة عاطفية قوية جدا عند الدخول بمعسكر الثكنة مونكادا و أنتم منتصرون. هل تريدون أن تشرحوا لنا بايجاز هذه الانطباعات؟

فيدل كاسترو:طيب، قد عشنا منذ زمن طويل تحت صدمة عاطفية كبيرة. قد تعودنا قليلا على الظروف الاستثنائية كهذه.و أيضا ، مثلا، منذ خروجنا من المكسيك، السفر عبر البحر، الانزال، عندما انزلنا بالمستنقعات، إنني وصلت إلى الاعتقاد بأنها جزيرة صغيرة إلى أن اكتشفنا أخيرا أن...كان من الممكن الخروج من هناك بعمل كبير. الانتكاسات الأولى. أصبحت مع الأوائل وبدأنا إعادة تجميعهم. رجلين و بندقيتين خلال حوالي 15 يوم، حيث كنت أحاول الاتصال مرة أخرى مع المقاتلين و البحث عن الاسلحة التي ضاعت.صروف الدهر الأولى للنضال:الانتصارات الأولى،من أصغرها إلى أكبرها. من معركة لا بلاتا حتى المرة التي اضطررنا فيها، بالكاد منذ ست أشهر، إلى القتال ضد 14 كتيبة للمدفعية المسلحة بشكل جيد جدا ، و كان معنا فقط 300 رجل و 5000 طلقة كاحتياط...

صحفي: هل كانت هذه المعارك في أوريانتي، أ ليس كذلك؟

فيدل كاسترو:طيب، هذه كانت في سيارا مايسترا.كنا نعيش منذ سنتين و ثلاثين يوم كل اللحظات العاطفية المحتملة ، أ ليس كذلك؟ كما هو طبيعي، تلك الأيام أيضا... يوم أول يناير كان يوم هائل ، لأننا وجدنا أن هناك من يخونوننا، كانت هناك محاولة لانتزاع الانتصار من الشعب. بذلك الصباح كان لا بد من العمل سريعا...

صحفي: هل تقصدون محاولة الانتماء إلى مجمع عسكري بكولومبيا؟

فيدل كاسترو:المجمع ، الانقلاب، كان ذلك انقلاب مضاد للحيلولة دون ما لا مفر عنه.إذا كان سيبقى 15 يوم اضافي لاعتقلنا كل القوات.

كان لدينا بذلك الوقت 10000 جندي في محافظة أوريانتي. كنا على وشك الهجوم على سانتياغو عندما حضر كامتييو لتقديم المقترحات التي...أنا، مثلا، كنت أفكر و أحلل الموضوع ببرودة، أن الأفضل كان عدم القبول بأي نوع من التأييد، لأننا كنا قد كسبنا الحرب ، و لكن، عندما يحسب المرء هذه الحسابات، ينبغي عليه أن يفكر أنه من الممكن تحقيق نفس الهدف دون اراقة قطرة اضافية من الدم...لأن الرجال الذين استشهدوا بنهاية الحرب هم الذين أثاروا علينا أكثر و تركوا أكبر حيز من الحزن للفكرة السائدة بأنهم بقوا على قيد الحياة بعد مواجهة كل الأخطار بالمعارك العديدة و دائما يثير فينا حزن هائل في لحظات المعركة الظافرة ، التفكير بأنهم لم يروا ثمرة الانتصار. جرى ذلك مع بعض القيادات العليا. جرى مع القائد الأعلى باس، عندما خضنا معركة الهيغوي...لا، كان ذلك مع القائد الأعلى كويفاس،لدى معركة الهيغوي، ساعات قبل ذلك الانتصار،الذي كانت نصرنا الأول الكبير، كان يعني 300 خسارة بالأرواح و تم الاستيلاء على 260 سلاح و استغرقت المعركة 10 أيام، و ذلك الرفيق، الذي كان أحد أبطال تلك المعركة لم يبق على قيد الحياة، لم ير الانتصار. جرى لنا ذلك مع القائد الأعلى كويفاس و جرى لنا مع القائد الأعلى دانيال و جرى لنا مع رفيق آخر،القائد الأعلى كورونياوكس لدى معركة غيسة، كان هو الآخر بطل معركة غيسة، و ...

صحفي:كم يوم استغرقت معركة غيسة، ايها القائد الأعلى؟

فيدل كاسترو:استغرقت عشرة أيام.أقوى معارك خضناها كانت معارك استغرقت عشرة أيام. لا أعرف إذا كانت التفاصيل كلها معروفة.

صحفي: من المفيد أن تتعرضوا لبعض أهمها، لأنه...

فيدل كاسترو:طيب، الحقيقة أننا لن ننتهي اليوم.


 

صحفي:و لكن، تعرضوا لبعض التفاصيل الرئيسية، لأن الشعب يرغب في معرفتها، لأنه معجب بشكل مبرر ببسالتكم.

فيدل كاسترو:طيب، ليس هكذا، ببساطة لم يبق عندنا خيار باستثناء القيام بذلك.سأقول لكم، مثلا. بدأنا معركة الهيغوي مع 120 رجل و قاتلنا ضد كتيبتين. كان هناك ثلاثة خسائر بالأرواح عند الدكتاتورية عن كل رجل عندنا.تم خوض معركة غيسة على أبواب بايامو، ضد كل تلك الدبابات شيرمان، لم تكن لدينا مدفعية ، لم تكن لدينا أي شيء ، و مع ذلك، قاتل هناك 220 رجل لنا ضد حوالي 3000 رجل. ما كان يحصل بهذه المعارك هو التالي: كنا نبدأ المعركة مع عدد معين من المعدات و الرجال ، و لكن، بمقدار ما تمر الأيام كان يزداد عدد البنادق أكثر فأكثر، فكلما كنا نجعل العدو يعاني من نكسة، كان يتم الاستيلاء على 20 أو 30 بندقية و كانوا يبدؤون...مثلا، أنا بدأت معركة الهيغوي مع 120 رجل و انتهينا بحوالي 400 مسلح. أما معركة غيسة بدأت ب220، جرت على أبواب بايامو و انتهت ب350 مسلح. إننا خلال 45 يوم، حيث كنا نخوض المعركة ضد مراكز للجنود التي كانت تقاوم بشدة...معركة الثكنة مافو قاومت خلال 20 يوم، تخندقت بمحطات بانفايك و كلفت كثيرا.

لم تكن مقاومة بالما سوريانو قوية جدا، لأننا استخدمنا المورتير 81 الذي كان موقعه جيد جدا ، و صاحب المورتير من عندنا كان قد اكتسب حسن التصويب و بلحظات قليلة أخرج من المعركة القوة الكبيرة لبالما و رغم ذلك كانت مقاومتهم كبيرة .بتلك الأيام كانت لدينا أكبر عدد الخسائر بالأرواح.لأننا خضنا معارك مستمرة خلال التقدم من غيسة إلى سانتياغو دي كوبا بالشارع المركزي.كانوا يقولون لنا أننا بسيارا و أن هذا كان يسمح لنا بالسيطرة على الوضع.خضنا المعركة ضد قوات بايامو و ضد كل مراكز االجنود التي كانت موجودة بين بايامو و سانتياغو دي كوبا بالشارع المركزي و منذ سيطرتنا على الشارع المركزي لم ينتزعوا منا و لا قدم من ذلك الشارع . بتلك الأيام تم الاستيلاء على أكثر من 700 سلاح و بموجب عمل قوات المجموعة رقم واحد و المجموعة رقة ثلاثة ...و إضافة إلى ذلك،لم تعد الأمر يتعلق بالمجموعات، فقد كانت جميع قواتنا تتعاون ، لأن جميعها الموجودة بموقع ما كانت تؤيد غيرها و تحول دون مرور التعزيزات، أ ليس كذلك؟كان لديهم ألف خسارة بالأرواح و تم الاستيلاء على أكثر من 700 سلاح.

بتلك اللحظة كانت تجرى معركة سانتا كلارا، لأنني اتصلت بتلك الأيام ، بعد معارك غيسة مع القائد الأعلى إيرنيستو غيفارا، الذي كان قائدنا الأعلى بالمحافظة و أعطيت له تعليمات... لأنه كان يعرف الخطط و أننا سوف نتقدم نحو سانتياغو، و كان مهم جدا عندما خرج من سيرا مايسترا ، كان الهدف الاستراتيجي لتقدم المجموعات حتى سانتا كلارا كان بالضبط تأييدنا عندما نتقدم نحو العاصمة. لن أشرح لكم الآن-لأن الحديث سوف يكون طويلا- ما هي استراتيجيتنا الشاملة، كانت خطة ووضعت و نفذت، بدرجة من الدقة هكذا ، أن باتيستا سقط باليوم الذي كنا نتوقع فيه سقوطه.و سقطت سانتياغو تقريبا باليوم الذي كنا نتوقع استيلائنا عليها. هكذا جرى ذلك. .. الأمر الذي، نعم، كنا على وشك...

طيب، لم نكن على وشك،لم يتمكنوا من انتزاع الانتصار منا و لا بأي شكل من الأشكال. و لكن، جرت محاولة لانتزاع الانتصار منا.

لو لم يجر التحرك سريعا، لكان من الممكن حدوث عواقب خطيرة، لأنه قيل للناس أن باتيستا كان قد رحل ، و كان يعلن أننا كنا نذهب إلى هافانا، كانوا يريدون إذاعة موافقتنا مع ذلك،و كان يجري الحديث عن "لجنة سلام".

و حسب حساباتي، بعد تخلي باتيستا عن السلطة ، سوف تأتي لجنة لزيارتنا حتى لا نقوم بالمزيد من العمليات، و كان من الممكن أن نظهر أمام الشعب كطماعين أو متصلبين، و الحقيقة أن اللحظة كانت هائلة و حاسمة،فلم يتميز ذلك بأي ميزة ثورية . علاوة على ذلك، كانت محاولة ، ببساطة، للحفاظ على القوة بشكل ما. كانوا على وشك القول لنا بتسليم البنادق.

كنت قد قلت باستمرارو كنت دائما أتوقع ذلك الخطر، كنت أقول باستمرار أننا لم نكن نقبل مجمعا عسكريا و أن شروطنا للقبول بأي اتفاق مع حركة عسكرية عدم ارتباط عساكرها بالجرائم أو السرقات و الردائل و الاعمال غير الاخلاقية و الفسق و الانحلال الذي مارسته...

صحفي:على ما يبدو، ايها الدكتور، -و أغفر عني لأنني قاطعت كلمتكم- الخطاب الذي القيتموه حيث كنتم ترفضون بتاتا المجمع العسكري، على ما يبدو كانت الضربة الحاسمة في الحين أمام الأوضاع...

فيدل كاسترو:طيب، عندما قالوا لي...إنني كنت في مصنع السكر أمريكا بتلك اللحظة، كنت أحضر القوات للتقدم نحو سانتياغو، لما أخبروني أن إذاعة بروغريسو قالت أن باتيستا كان قد انسحب.

واضح أن الأمر لم يكن مفاجيء بالكامل، لأنني بعثت إليه قبل يوم بلاغا نهائيا حيث كنت أعلن له عن الحرب، و بعثته إلى سانتياغو دي كوبا لإيصال الخبر إلى كانتييو لأنه كان قد...أنا أدركت خيانته 24 ساعة قبل 31 ديسمر/ كانون الأول في الساعة الثالثة بعد الظهر ، و كانت قد ووضعت خطة عمل شاملة لهذا التاريخ و هذا التوقيت بالدعم اللا مشروط – فبشكل آخر لم تحصل الموافقة على الدعم- الذي سوف تقدمه الثورة. و عندما ادركت ذلك كتبت له فورا.و تراسلنا ببعض الرسائل التي كنت قد قرأتها بالإذاعة. و هذه الوثائق تثبت بشكل مطلق خيانة كانتييو. بعثت إليه بلاغا نهائيا و قلت له إذا لن تستسلم فإننا بعد الثالثة بعد الظهر ليوم 31 ديسمبر/ كانون الأول ...سوف نتقدم بعزيمة نحو سانتياغو. كنا سنخوض معركة ضارية، قاسية جدا بسانتياغو، فقد كان هناك 5000 جندي تقريبا، مدفعية، دبابات...

إننا كنا متعاودين على القتال ضد أولائك الجنود و إضافة إلى ذلك، كنت متأكدا من أننا سوف نستولي على سانتياغو. كانت الخطة موضوعة و لم يكن عندي أدنى شك بأننا كنا سنستولي على سانتياغو. كنا نعرف ردود الفعل تماما، التكتيكات، و كل شيء، متى ينبغي علينا الهجوم عليهم بجهة ما...مثلا، عندما المرء يريدهم ينسحبون من موقع ، نعرف ماذا ينبغي علينا فعله. و كانت التكتيكات التي سوف تطبق لا يمكن قهرها تقريبا. و كنت قد بدأت أضع بمدخل الميناء مدافع لقطع الاتصال عن طريق البحر ،مدافع لدببات مدمرة من قبلنا. كنا قد استفدنا من المدافع و صنعنا كل الآلية الأخرى لتركيبها حتى تتحول إلى مدافع برية. ..

صحفي: لحسن الحظ لم يكن من الضروري استخدامها...

فيدل كاسترو:أنا كنت أقول أنه حتى المصانع كروب لم تصنع المدافع أفضل من رجالنا. هناك، بالذات، بمصنع السكر أمريكا ، اعتمادا على...

صحفي: هل كانت تصنع هناك المدافع؟

فيدل كاسترو:ليست المدافع.تلك المدافع كانت عند الدبابات، و إنما تركيب المدفع.إذن، كنت في الحين أوجه المورتيرات ضد المطار كانت لدينا عدد كبير من الألغام لوضعها في المطار و بالمدينة.كان لا بد من التوفيق ما بين قطع الاتصالات – مثلما جرى في بالما -الاستيلاء على المطار و تعطيل الميناء . كانت لدينا الوسائل الكفيلة لاغراق سفينة هناك، و ربما كان هذا لو حصل، يؤدي إلى بعض الاحتكاك الدولي و إلى خسارة الملايين.كنا سنضع المدافع على مسافة 300 متر من مسار السفن. إذن كانت القوات تذهب إلى مواقعها . كنا سنستهدف أولا المواقع القريبة من سانتباغو دي كوبا. كنا نعد العدة ، عندما في الصباح، بيوم أول يناير يقولون لي أن إذاعة بروغريسو قالت أن باتيستا كان قد هرب إلى سانتو دومينغو . و بما أن هناك اشاعات عديدة دائما ، أحيانا يسمع الناس شيئا ما و...عامة يسمع المرء الخبر دائما بارتياب و شكية . فورا اعطيت تعليمات للتأكد من الخبر و تأكدنا بعد ساعة من صحة الخبر فباتيستا كان قد هرب و أن هناك مجمع و أن كارلوس مانويل بيدرا هو الرئيس. إنني قمت بصياغة التصريحات فورا ، دونما نخسر دقيقة. لم أتأخر بالكاد ساعة بصياغة التصريحات و الخروج نحو محطة متحركة موجودة لدينا، حيث كانت لدينا إذاعة ريبيلدي( الإذاعة المتمردة) التي كانت قد أصبحت تذيع في بالما.انتقلت إلى هناك و أعلنت بيانا حول انقلاب مشبوه جرى و أننا لم نقبله، عندئذا اعطيت تعليمات للمجموعات للسير نحو القرى و أن تهاجم و أن لا تعطي هدنة أخرى إلا للاستسلام. و اتصلت بالقائ الأعلى كاميلو سيانفواغوس و اعطيت له أوامر بالتقدم فو را. كان هو الآخر قد استولى على جاغواهاي و قلت له أنه يجب انطلاقة الرجال نحو العاصمة قبل مرور ساعتين و قلت له، ببساطة، استولي على معسكر كولومبيا. كان من الممكن اعطاء هذا الأمر لكاميلو.

صحفي:كان سينفذ.

فيدل كاسترو: نعم.قلت له أن يسير ب500 رجل، بأسلحة أوتوماطية و أن يستولي على كولومبيا. و أن يتصل معي مرة أخرى عندما يصبح بكولومبيا.،

إذن كان تشي غيفارا ينتهي بخوض معركة سانتا كلارا .كان يبقى 300 جندي ما زالوا يقاومون. قلت له لا تشغل بالك، أترك بعض القوات للحفاظ على الحصار و أن يتقدم فورا أيضا لدعم كاميلو ، أن يستولي كاميلو على كولومبيا و أن يذهب هو إلى معسكر كابانيا.إذن حركنا قواتنا فورا نحو سانتياغو دي كوبا. كان لا بد من الهجوم على سانتياغو بذلك اليوم بأي شكل من الأشكال، و إذا لم يكن الأمر كذلك كان هناك احتمال لتوطيد ذلك الانقلاب.

حوالي الساعة الثانية بعد الظهر كان بالي مشغول على أثر الأخبار التي كانت تصل من هافانا، لأن هناك "لجنة سلام"...

صحفي:تمت تسمية اللجنة.

فيدل كاسترو:أنتم تعرفون كيف هي هذه اللحظات من البلبلة و الغموض. يمكن تضليل الصحافة الدولية و يمكن اثارة الضباب عند الرأي العام . و لكن، تمت قراءة بياني ، بقاناة سي إيم قوو بواسطة إذاعة بروغريسو، و علاوة على ذلك، اجتمعت فورا مع رفاق قيادة الحركة و اتفقنا على اعطاء الأمر بالاضراب العام لليوم التالي و اعطينا الأوامر للاضراب بسانتياغو في الساعة الثالثة بعد الظهر و انذار نهائي للمدينة يفيد بأنه ، إذا لا يستسلمون ، سوف نهاجم في الساعة الثالثة. عندما كنت أتحرك نحو سانتياغو ، كنت أشعر بنعمة، لأنني كنت أسمع بالإذاعة أن الشعب كان يشعر بابتهاج كامل ، و أن رايات الحركة ترفرف بالشوارع، و النساء يلبسن بالأسود و الأحمر كدليل على الانتصار لنصر زعيم الثورة، لانتصار فيدل كاسترو. و أنا كنت أقول، كيف هذا انتصاري و أنا أتقدم نحو مدينة فيها 5000 جندي . كان الوضع ملفتا للنظر.

و لكن،مركز الحراسة بسانتياغو دي كوبا، حيث كان قائدهم العقيد ريغو روبيو،و رأيي عنه جيد جدا، لأن الخصوم نعرفهم مرارا أفضل من الأصدقاء...و هو عسكري ذو شرف و رجل شجاع كان يستطيع أن يقاوم. تبادلنا بعض الاتصال المعني بذلك بالضبط، و قلت له ما اتفق معي كانتييو و ما كان يفعله، قلت له قبل يوم. و كان موقفه الاتصال بنا.

و أيضا من قبل البحرية اتخذت موقف مماثل. اتصلت بنا الفرقاطة ماسيو و قالت لنا أنها تحت أوامرنا بلا قيد و لا شرط.

صحفي: هل تعرفون أنه بتلك المرة – و عفوا –القاناة سي إيم قوكان يبث مع كل المحطات و مع إذاعة ريبيلدي(المتمردة)نحو الجزيرة كلها و نحو القارة؟

فيدل كاسترو: نعم، أنا أعرف أن تصريحاتي إذيعت بقاناة سي إيم قو، سمعتها.

إذن، قالت الفرقاطة ماكسيم غوميز أنها تؤيدنا و بنفس الوقت، بالتزامن،ذهب رئيس مركز الجنود إلى بالما بحثا عني، لم يجدني، و نحن كنا لا نزال نتقدم نحو سانتياغو. كنا نعد العدة للهجوم، عندما اتصلنا بنقيب في الكاناي، و اتصلنا بالعقيد ريغو . كانت لدينا مقابلة. إذن قلت له أنني كنت أريد الاجتماع مع جميع ضباط مركز الجنود في سانتياغو دي كوبا للحديث و اياهم ، قلت أنني كنت أرغب فقط في الحديث معهم و أنني على يقين بأنهم كانوا سيقبلون طروحاتي، لأنني كنت أعتبر أن الحق معي كله و أنني كنت سوف أحدثهم بالمصطلحات التي تناسبهم أكثر و التي تناسب أكثر الجمهورية.

و بالفعل، جرى الاجتماع في الساعة السابعة مساءا، و قلت لهم أن كانتييو جاء ليحدثني باسم الجيش و ما فعله، خيانة قبل أن يبدأ، خيانة لنا و أيضا للجنود لأنه لم يستشر و لا أحد منهم. قلت أنني لم أكن أريد انقلابا و انما كنت أريد الاجتماع مع جميعهم بشكل ديمقراطي، و إذا لزم الأمر مع سائر الجنود للحديث مع كل الجنود و هذه ليست مؤامرة و إنما قرار ديمقراطي و أن الجينيرالات ليس لديهم الحق في اتخاذ القرار حول... و أنه ينبغي على العسكري تفيذ الأوامر عادة و أن يكون مطيعا، و لكن، عندما يتعلق الأمر بمسائل حيوية هكذا و أساسية مثل اتخاذ قرار حول الموقف، الموقف في لحظة تاريخية للجيش،لا بد من مشاورة الضباط.

صحفي:و لكن، ايها القائد الأعلى، بينما كان يحدث ذلك ، كان الشعب كله قد اصبح يحتفل بابتهاج و سرور بالانتصار، لأنه كان عنده علم، من خلال القاناة سي إيم قو و إذاعة الساعة و كل الإذاعات الأخرى عن تصريحاتكم حول رفض المجمع.

فيدل كاسترو:طيب، أنا قلت هذه العبارة. عندما رأيت خيانته و أنه تصرف بهذا الشكل غير معقول هكذا، و قد سموا حتى بيدرا كعضو للمجمع و هو غادر. عينوا بعض الضباط لتولي مناصب معينة و عندما ذهبوا بحثا عنهم لتنصيبهم كانوا قد ذهبوا، تصوركيف كان وعي هولاء الناس!كان ينقصهم الحس السياسي، كان خطأ.

أنا قلت: قام هذا الرجل بقفزة مميتة نحو الفراغ.و أيضا قلت بكلمات أخرى:"أنظر، مسكناه خارج القاعدة، بين الأولى و الثانية، لأنهم لم يصلوا إلى الثالثة.( ضحكات)

صحفي:عبرتم عن ذلك بلغة لعبةالبيسبول، أخرجتموه بين الأولى و الثانية.

فيدل كاسترو: إنني كنت أعلم أنه ، طبقا لمعنويات قواتنا في تلك اللحظة، كانت الأوامر بالتقدم نحو معسكرات الثكنات ستتحول إلى كارثة كاملة للنظام.لأن كانتييو كان يمثل امتدادا للنظام. و كنت متأكدا تماما من العواقب. واضح احتمال حدوث معارك سفاكة . كان يشغل بالي و كان يؤلمني احتمال تلك الخسائر بالأرواح بتلك اللحظة. ، أ ليس كذلك؟ و لذلك كنت أعتبر أن موقف العساكر كان جديرا بأخذه بعين الاعتبار، موقف عساكر سانتياغو دي كوبا. وفروا خسائر بالأرواح. علاوة على ذلك، كان كل شيء محاط ببلبلة و غموض. و ضمنوا الانتصار. منذ اللحظة التي التحقت بنا فيها الفرقاطات و جيش سانتياغو و توحد بنا جيش بايامو، كان السيد كانتييو يستطيع أن يفعل ما يريده في كولومبيا ، لأنه كان قد أصبح منهزما. كاميلو كان يتقدم و نحن كنا نذهب لتأييده فورا.

ببساطة حدث أنه...أنظروا : إن تاريخ هاتين السنتسن من النضال هو تاريخ عدد من الأخطاء التي ارتكبت من قبل هولاء الذين قللوا من شأن شعب كوبا و قللوا من شأن الثائرين مرارا و قللوا من شأنهم في اللحظة الأخيرة.هم كانوا يفكرون أنهم سيقومون باستهزاء الشعب و وجدوا أن الثورة خرجت معززة أكثر بكثير بعد الخيانة . لا أعرف إذا فكر هذا الرجل أننا كنا سنبقى مكتوفي الأيدي . بالكاد اتخذت الأحكام اللازمة لتجاوز ذلك الوضع ، و قبل 10 ساعات أصبح الوضع تحت السيطرة بالكامل.

جرى حدث خارق العادة بكوبا. مرارا كنت أفكر حول ضرورة صناعة الثورة بمرحلتين ، و أننا سوف نحقق جزءا من الانتصار في المرحلة الأولى و ثم تحدث اصطدامات جديدة ، و لكن، تمت صناعة الثورة بمرة واحدة. تم نزع سلاح كامل، لسائر قوات الخصوم خلال ساعات. لم يتم نزع سلاح القوات التي قدمت لنا تأييدها في ساعات البلبلة و الغموض ، و لا بأي شكل من الأشكال...علاوة على ذلك، سوف اعتمد على هذه القوات. كان عندناجتماع يوم الأمس. اجتمعت مع 2000 جندي كانوا في باياموو كان هناك حماس، و حمية و الاخلاص نحو الشعب المتمثل. من يرى هذا الشعب...ليس من الجيش، الطاقم التقني للجيش يذهب معنا ، يذهبون بمجموعتنا. إذن، راح أعطي أوامر للانتقال حتى تلتحق بنا في المسيرة لبعض الكتائب في البحرية و كتائب موجودة في بايامو، إننا نحتاج إليها ، و من الجدير القيام بتثقيف أولائك الرجال ، لأن هناك ناس طيبون جدا انسانيا.

صحفي:بالمناسبة ، ايها القائد الأعلى...

فيدل كاسترو:إذن، راح أعطي أوامر للبحث عنهم، لأنه، كما قلت لهم، ليس منتصرين عليهم، و انما منتصرين ، فقط، لأن الشعب هو الذي قد انتصر...

صحفي: الشعب، بلا شك.

فيدل كاسترو:لا أريدهم يدخلون فقط...إذا ينبغي علينا أن نعيش بسلام كلنا ، إذا كان واجبنا كثوريين انتقاء العساكر الذين قيمتهم كبيرة و نوعيتهم جيدة انسانيا لتشكيل الجيش الجديد للجمهورية، فلا يجب الدخول في هافانا لوحدنا ، إذا أيدنا العساكر في تلك اللحظة ، التي كانت قاسية ، عندما كان بعض العساكر يخونوننا و هولاء كانوا يساندوننا، من الجيد عدم دخولنا في هافانا لوحدنا، و إنما أن تدخل أيضا بعض كتائب الجيش المسلحة معنا.

صحفي: و هناك سيستقبلونكم بسرور و ابتهاج.

فيدل كاسترو:مسلحة! و أن تدخل أيضا بعض كتائب البحرية المسلحة . لأنني أثق ثقة تامة بهولاء الرجال.

صحفي: عندما تدخلون هافانا، هل تقصدون الذهاب إلى القصر، أو كولومبيا أو إلى معسكر الثكنة...

فيدل كاسترو:لا، أنظروا ، ليس إلى القصر، لأنه لا أحد كان يفكر هنا حول ذلك أبدا.

صحفي:هل ستواصلون السير نحو كولومبيا؟

فيدل كاسترو:طيب، الفكرة ، هي أن نجتمع بكولومبيا، الشعب، مع الثائرين، مع العساكر، لأن الحركة التي صنعت بسانتياغو هي حركة ثوار ، عساكر و شعب. ها هي الثورة التي كنا نريدها و التي كنا ندعو إليها، و مرارا ، بشكل مستمر كنا نخطب للعساكر.

صحفي:إذن ستدعون الشعب حتى يذهب بذلك اليوم إلى معسكر كولومبيا لحضور ...

فيدل كاسترو:راح ندعوالشعب حتى يحضر بالجماهير إلى كولومبيا ، حتى يستقبل هناك المقاتلين من أوريانتي و الجنود الذين التحقوا بهم، الجنود الثوريين و البحارة الثوريين. و رص صفوف العساكر و الشعب ، لأنه من الآن فصاعدا ، و للأبد،تصبح المعاهد المسلحة مؤسسات لخدمة الشعب.

كان الطغيان يعزلنا و يفصل ما بين العساكر و المدنيين. مدني أعزل ، دون التقنيك و دون معرفة عسكرية من أي نوع، كان عرضة لأي عصابة صغيرة تسيطر على القيادة ، و العسكري، إذن، يطيع الأوامر عادة. لا بد من التقارب ما بين العسكري و الشعب. انتهت الاختلافات، هذا يولد فقط روح النسل و اشمئزاز من البعض تجاه البعض.

صحفي: إنه الشعب نفسه...

فيدل كاسترو: و نحن، إن مهمتنا هي... لا بد من ضمان الثورة أولا من خلال الرقابة على الأدوات الضرورية لتأييد الحكومة الثورية.

صحفي: و الخطط المباشرة لاعادة البناء و للدمقرطة .

فيدل كاسترو:و ثانيا: ايجاد الأسس الدائمة للمعاهد المسلحة للجمهورية، المتطابقة مع الشعب. يمكننا أن نفعل الكثير من أجل تحقيق هذا التطابق . و تحويل المعاهد المسلحة إلى نماذج حقيقية لمؤسسات تصبح ، قبل كل شيء، في سبيل خدمة الشعب ، الدستور وحقوق الشعب. أعتقد أننا نستطيع أن نفعل الكثير، لأننا أثبتنا ذلك، لأن جيشنا ، الجيش الثائر هو جيش حيث لم يضرب سجينا أبد، و لم يتم اغتيال أي سجين أبدا. ، و لم تقم فيه باهانة أي سجين أبدا . و كان من الممكن تعليم هذا الشيء للرجال الذين، بالمقابل، كانوا يرون كيف يتم اغتيال رفاقهم، و كيف كانوا يعذبونهم. يمكن تعليم هذا الشيء للجيش بكامله ، و انا اطلب من الشعب مساندتنا .

إنني في الحقيقة ، اتمنى أن افعل أشياء كثيرة بهذه اللحظة لأنني لدي التزامات شتى . و خاصة ، إني ملتزم مع الفلاحين ، مع أولائك الناس الذين عانوا من الحرب، من أسوأ محطاتها،و عندي مهمة ، حاليا، و هي الاهتمام بالمسائل المتعلقة بالمعاهد المسلحة . تعرفون أنني محامي.

صحفي: أعرف ذلك ، كلا، و إنكم محامي باهر و ساطع!

فيدل كاسترو:لا،لا، لست باهرا أو ساطعا.

صحفي: كانت علاماتكم ممتازة. كان ملفكم الأكاديمي ممتاز.

فيدل كاسترو:مهنتي ليست عسكرية . لم أكن أعلم أنني كنت سأضطر إلى تولي حاليا...

صحفي: هل اكتسبتم كل هذه المعلومات العسكرية بسيرا مايسترا نفسها ، خلال الكفاح بالذات؟

فيدل كاسترو: طبعا. أنظرو، أعتقد أن كل رجل هو محارب ، ربما ورثنا هذا من أجدادنا، الذين كانو يتقاتلون دائما. و الحرب تتطلب الكثير من الحنكة، الحس العام، ردود فعل سريعة عقليا، طيب، عدد من الأمور. لدينا عدد من القواد الأعلى الممتازين و لا أحد منهم درس بأي أكاديمية عسكرية . أنا أؤكد لكم أنني لما قلت لكاميلو استولي على كولومبيا كنت متأكد من أنه سوف يسيطرعليها. و لما قلت لتشي استولي على كابانيا ، كنت على يقين بأنه سينفذ ذلك. لم يتم الاستيلاء ، طبيعي، لم تجر معركة هناك، و لكنهما سيطرا عليهما.

صحفي:مثلما سيطروا على قرى أخرى سابقا.

فيدل كاسترو: أنظرو، قال لي البعض:"هذا جنون، بعث هذه المجموعات مرورا بكماغواي" . أنا قلت:"لا" كان يفكر الناس أن المجموعات هائلة ... مجموعة كاميلو كان لديها 82 رجل و مجموعة تشي 110 رجل. اعطينا لتشي البازوك، و لكاميلو الغاراندس ، تقريبا كانت لدى قواتهما أفضل اسلحة. لأنني وزعت القوات و أنا كنت أفكر بهذه الخطة ، بتلك اللحظة و بعثت كاميلو و تشي و هما من خير الزعامات عندنا.

أنا دائما، كلما كان عندي قائد أعلى بسيرا مايسترا أو بعض الضباط المؤهلين أكثر ، كان ينبغي علي بعثهم إلى أماكن أخرى و كان يجب علينا أن نبدأ بتعليم ناس أخرين مرة أخرى. و كان ذوينا يتعلمون بينما يقاتلون.

صحفي: كانت هذه أكاديمية سيرا مايسترا.

فيدل كاسترو:لأن المجموعات كلها خرجت من المجموعة رقم واحد. ، و في النهاية قلت: " طيب...أنا خرجت من لا بلاتا مع 16 رجل ، أيام معدودة بعد الانتخابات ، و كنا قد اصبحنا في سانتياغو مع حوالي ألف رجل. أنا قلت: " هذه المرة لم أفرق أكثر المجموعة ". لأن الظروف كانت قد تغيرت و كان لا بد من السير نحو الأمام، و القيام بعمليات كبيرة.

نحن بعد الهجمة انتهينا ب800 سلاح ، و لكن اندفعنا نحو مختلف الاتجاهات . عندي الخرائط، حيث ووضعت الخطط التي كانت كاملة، بمنتى الدقة.

كنت أقول أن كل رجل محارب فطري أو طبيعي، و هذا ما يفسر أننا صنعنا الحرب.علاوة على ذلك، أكرر: لأنه، لم يبق عندنا خيار آخر. ما ذا كنا سنفعل؟يوما ما قال تابيرنييا أننا كنا 12. و كانت الحقيقة. بذلك اليوم، عندما قال ذلك كنا 12. و أنه ليس هناك خيار آخر أمامنا إلا الاستسلام أو الهروب، إذا أمكن. لم نكن نستسلم و لم نكن نهرب أيضا. للهروب كان لدينا من الوقت بما فيه الزيادة و لم تكن لدينا النية للاستسلام و لا للهروب. إذن ما هو الخيار المتبقي عندنا؟ الانتصار في الحرب، إذن هذا ما فعلناه. فعلنا هذا لأنه لم يبق عندنا خيار آخر، إلا هذا.

صحفي: بعد توطيد الانتصار الثوري، ايها القائد الأعلى...

فيدل كاسترو: طيب، أنا قلت أنه ينبغي علي تولي شيء و هو ليست وظيفتي.

صحفي: كنتم تتحدثون عن الفلاحين و تعطون لهم الأولية .

فيدل كاسترو: يمكنني أن افعل القليل. أريد أن أقول لكم أنه ينبغي علي أن اكتفي بعمل القليل لأسباب شتى.لأنه مجرد المهمة المتعلقة باعادة التنظيم، اعادة الهيكلة و اقامة اسس ديمقراطية فعلا للمعاهد المسلحة بالجمهورية ، انها مهمة ، رغم أننا نعمل بذلك و تجري عدد من النشاطات منذ هذه اللحظة، بهذا الاتجاه، و ستسير تماما و سريعا . و لكن عندي واجبات كبيرة جدا على وجه الخصوص مع الفلاحين، واجبات فورية.

لا أريد أن أنسى اولائك الناس و لا بأي شكل من الأشكال. و أتذكر أنه مرارا عندما كنت أمر بتلك الأماكن ، كان الناس يقولون: "و بعد انسحابهم ربما لا يتذكروننا"لأنهم تعاودوا كثيرا على نسيانهم". و ، أنا، بصراحة، أشعر بحنان عميق تجاه أولائك الناس. و افكر بتكريس جزء كبير من الوقت لعمل ما هو بوسعي ، حتى بواسطة تقديم عمل للمقاتلين أنفسهم هناك و عن طريق تقديم مناصب عمل للشعب و من خلال تقديم أجهزة و آلات لهم ، عدد من الأمور سأطلب من الرفاق بالوزارات المعنية أن يتعاونوا . هذا ما استطيع فعله. لأنني اسمحولي أن أقول لكم أنني من الآن عندي غاية ثابتة و بعزيمة باخصاع سلطتي و نفوذي للرئيس الشرعي ، و أنا بكل الأمور سأخضع للسلطة المدنية ، هذا ما كنا ندعو أليه وهذا ما يحتاج إليه البلد. إذن، لذلك، ما يمكنني فعله، هو قليلا , و لكنني أعرف أن الرفاق الذين اختاروا الرئيس للعمل لديهم الرغبة الشديدة في العمل. بنفس الوقت الذي أتولى المهام الفورية المباشرة التي كلفوني ، بالقيام بها ، سوف أفعل ما استطيع فعله، بما هو على مرمى أيدي لأداء بعض الأشياء التي يجب القيام بها فورا. و لا أريد حتى البقاء أيام عديدة في هافانا دون الذهاب إلى سيرا مايسترا ، لأنه ينبغي علي الاجتماع مع فلاحي سيرا مايسترا . اجتمع المواطنون ، رفاقنا في بايامو،في بالما سوريانو، في سانتياغو دي كوبا، في جميع القرى.

صحفي: و ستعملون ذلك بالتوالي في المحافظات.

فيدل كاسترو: سوف نجتمع في هافانا. و لكن، ينبغي علي الذهاب و الاجتماع مع فلاحي سيرا مايسترا. سوف نجتمع هناك مع الآلاف و الآلاف من الفلاحين، دون قصف، دون جوع، دون حصار، أعرف أنه سيكون موضع أمل كبير أن يعلموا أننا نتذكرهم. صدقوني، عندي واجب مع الأمة بكاملها ، علي واجبات مع رفاقي، لكنني أشعر بواجبي أيضا مع جميع أولائك الرجال الذين ساعدونا لصناعة...

صحفي: إن الأمة حافلة بالأمل و السرور و الابتهاج. و هي تثق بالعمل الوطني الذي سوف تقومون به. و الشعب قاطبة يتعاون بهذا العمل بحزم و بشكل واسع.

فيدل كاسترو: أعرف أننا سنحقق نجاحا ، رغم أن المسيرة أمامنا قاسية. إذا كنا انتصرنا يوما بعد الانزال ، لم تكن هنا ثورة فلا وجود للقيم الانسانية. كانت الثورة و الكفاح بمثابة مدرسة استثنائية ، حيث ظهرعدد هائل و اسطوري من القيم ، و الرجال شجعان و بقدرة مجربة الذين يمكننا أن نثق فيهم.

انظرو، أنا هاديء. يقول لي الناس أنه لا بد من الاعتناء بنفسي، انتبه إلى القناصيين الذين يتحركون بالقرى، و أنه لو يجري شيئا يؤثر علي ستثير مشكلة. و أنا على يقين تماما بأن هنا لا يوجد شخص لا يمكن الاستغناء عنه. أقول لكم ذلك بصراحة تامة لأنني أعرف الرجال الذين تمتلكهم الثورة و كم هم متوحدون داخل الحركة . أعرف أنه هنا لا يوجد أحد لا يمكن الاستغناء عنه. و ربما يتم توكيلي عمل معين أو يقولون لي استرح شهرا أو اذهب إلى اوروبا و تسافر فيها أو إلى أي مكان آخر. و ليس هناك أي حاجة إلى وجودي، إنني على يقين أن كل شيء سيسير على ما يرام.

عندما أنا أترك، مثلا، قائد أعلى بكاماغواي و أكلفه بالقيام بنشاطات معينة ، أو أترك ، على سبيل المثال، راؤول بسانتياغو دي كوبا، أنا أعرف. كما رأيتهم، عندما بعثتهم إلى الجبهة الثانية ، شاهدت المهمة التي أدوها هناك. عندما بعثنا القائد الأعلى إيرنيستو تشي غيفارا إلى لاس فيلاس، شاهدت المهام التي ادوها هناك. كانوا يحلون المشاكل لوحدهم. كانت لديهم تعليمات عامة ،و لكنهم كانوا يفعلون كل الأشياء الأخرى. برهنت المهام التي اداها القواد حيثما بعثناهم مثل هذه القدرة التي تثبت عدم الحاجة إلى حضوري.هم يعرفون ماذا ينبغي عليهم فعله.

صحفي: هناك تطابق بمبادئكم و باجرائيتكم.

فيدل كاسترو: بشكل مطلق.أنظروا، ينبغي عليكم أن تروا، على سبيل المثال، بعد المجيء بالغراما تبقى منا حوالي 10 أو 12 رفيق. جميعهم، كل منهم حاليا، قائد أعلى للثورة و سيكونون أيضا كل واحد منهم قائد أعلى للجيش الجديد للجمهورية ، للجيش الجديد الذي هو جيش الثوريين و العساكر الشرفاء. احسبوا أنتم ، منذ أيام المكسيك، كلما عشناه معا . تقريبا من المستحيل أن لا نتفاهم بيننا . نحن الذين تبقينا و هناك تطابق متكامل هكذا ...

صحفي:معلوم للجميع ، أيها القائد الأعلى، أن العديد من الذين جاؤوا بالغراما لم يتمكنوا من البقاء على قيد الحياة لرؤية الانتصار. كم هم الذين استشهدوا من رفاق الغراما؟

فيدل كاسترو: انظروا، في الحقيقة ،استشهد بالمعركة حوالي 4 رفاق. الباقية، هو ما يجري دائما. كان لا بد من سحب فكرة من أذهان الثوريين، كان هناك ذلك التشاؤم، تلك الجبرية...عندما كنا نعاني من نكسة ، كان هناك العديد الذين دائما...جرى بالمونكادا وجرى فيما بعد أيضا. بعض الرفاق بجبريتهم، كانوا يعتقدون أن كل الكفاح مستحيل و كانوا يحاولون المغادرة، كانوا يسلمون الأسلحة و بعضهن كانو يقدمون أنفسهم. كانت النتيجة أن البعض الذين تم اعتقالهم في اللحظات الأولى تم اغتيالهم، حوالي 35أو 40. لا بد من وضع الاحصاء و تحضير القوائم، لأنه في البداية كان من الصعب جدا معرفة من تمكن من الخروج و من لم يتمكن . و منهم اغتالوا حوالي 35 رفيق، استشهد حوالي 4 في المعارك و بعضهم سقطوا بكمائن . الذين بقينا على قيد الحياة نمثل تقريبا 50%. و استشهد البعض أيضا من الذين واصلنا الكفاح. من حوالي 14 استشهد الرفيق سيرو ريدوندو ، الرفيق هوليتو دياز و أخيرا استشهد الرفيق أوراسيو رودريغيز. ينبغي علي أن أعود...إننا نراجع باستمرار كم واحد منا يبقى من المونكادا، و بعد ذلك، كم منا يبقى من الغراما، إننا حاليا من 10 إلى 12.

فيدل كاسترو: طيب، إنني أريد اغتنام الفرصة حتى أشكر للقاناة سي إيم قو . أدت جميع القنوات مهمة استثنائية . عندما رأيت المحطات في الهواء ، يوم الاثنين، قلت "طيب، لم يعد من الممكن أن يكون هناك فشل من أي نوع.

صحفي:- و قد كانت متصلة مع المحطات الثائرة.

فيدل كاسترو:كان أمر لا يصدق. أنا كنت أعلم...كان حاسما تأييد المحطات الاذاعية للمعركة الأخيرة التي تم خوضها و الانتصار الأخير و هو أكبر انتصار . لم يكن فقط انتصار الجيش الثائر، بل و إنما كان انتصار للجندي الشريف، للعمال، للطبقات الحية ، للشعب بأكمله و خصوصا انتصار للصحافة الإذاعية و التلفزيونية . ينبغي علي أن أشكر لها بصراحة،و أعبر عن عرفاننا و تقديرنا لها ، نشكر لها باسم الشعب.

صحفي: الشعب، الذي هو المنتصر.

فيدل كاسترو: نشكر لكم باسمكم أنفسكم.

صحفي:سؤال لننتهي، للصحف البرية . إن الصحفيين مستعدون لتقديم كل تعاونهم. مع الثورة ، التي كان الشعب يتمناها هكذا كثيرا و التي كنتم أنتم قادرين على القيام بها. بعد صناعة الثورة ، كما أكرر، و كان هذا من تمنيات الشعب، و قد كان هذا ممكنا بفضل تضحية جميع رجالها و بفضل جزء كبير من الشعب أيضا . اقتصاديا يتجلى أن هناك مسائل تشغل بال الشعب مباشرة مثل المتعلقة بموسم السكر ، فورا هل سيكون هناك اهتمام بهذه المسألة و هل ستعطى الأولوية لها؟

فيدل كاسترو:ألاحظ نشاطا محموما بسائر المجالات الاقتصادية فيتم وضع وسائل الاتصال بسرعة...و هذه نتيجة للتفا ؤل السائد في البلد ( تمت مقاطعة الكلام)...لا أهدأ عندما تصبح الأمور... يريدون إساءتنا(ضحكات).

صحفي: قلتم منذ لحظة ، ايها القائد الأعلى، أنكم عندما كنتم تسمعون إلى الإذاعة و التلفزة...و هما يبثان بث مشترك إلى جانب سي إيم قو و إذاعة الساعة، و كل المحطات الأخرى في البلد، كنتم تشعرون أنفسكم متأكدين من الانتصار،لأن الشعب كان قد أصبح يستمع إلى جميع التعليمات و التوجهات النهائية للنضال ...

فيدل كاسترو: -نعم، نعم...لعدد من الظروف فهمت أن كل العوامل المساعدة كانت معنا ، و أن الخيانة كانت ستتحول بالضبط إلى تدمير تلك المصالح التي كانت تريد انقاذها.

عندما سمعت المحطات بالهواء ، فجأة كان الشعب بالشارع ، فهمت أن النظام كان منهزما بالكامل و أن الثورة منتصرة بالكامل. كانت هناك حاجة إلى ذلك. كانت الخدمة المقدمة من قبل الإذاعات مفيد للغاية في المعركة الأخيرة التي كانت بمثابة آخر انتصار للثورة. إنه انتصار حيث لم يشترك المقاتلون فقط و إنما الشعب أيضا ، و العمال ، الطبقات حية و الصحافة . و كان ذلك حاسما. ينبغي علي أن أعبر عن عرفاني و تقديري لسائر المحطات التي قدمت خدمة حاسمة ذات قيمة كبيرة جدا.

صحفي:بمناسبة ذلك: عندما ينتهي الاضراب ينتهي أيضا الرقابة على الصحافة ، لم يعد هناك أي شيء يتعلق بذلك،هناك حرية مطلقة للإعلام.أ ليس من غير المعقول كذلك؟

فيدل كاسترو:بالضبط. أنا أعرف أن الشعب كان سيعاني من عواقب الإضراب، و من غير المعقول أن لا ينشغل بالنا لسبب الشعب. كان الكل منشغل البال كثيرا.كان عندي مقابلة مع كاميلو بالأمس فجرا و كان هو الآخر ينتظر نتيجة التعليمات التي عطيت له حتى يتولى الرقابة على كل القيادات و كنت انتظر رده ، الذي قد استلمته من خلال سبل مختلفة.التأكيد على الرقابة الكاملة على سائر المنشآت العسكرية في البلد من قبل القيادات الثورية.إذن،استولى على منصبه الدكتور أوروتيا بالأمس...

صحفي: تشكلت الحكومة...

فيدل كاسترو:انتصرت الثورة بالكامل و بهذا المساء نفسه...يفرغ صبري و انتظر حتى تعطوا الخبر للعمال و الزعماء العمال : طلبنا بايقاف الإضراب فورا حتى يتمكن الشعب من التمتع بروح الانتصار اليوم بالكامل.

صحفي:إنه خبر كبير ، و علاوة على ذلك، خبر توجهكم يوم الأربعاء إلى هافانا، حيث سيستقبلونكم بابتهاج، كما جرى بكل مكان.

فيدل كاسترو:أنظروا، أريد أن أكون ملتزما ، إلى حد الآن التزمت، إنني قد قلت " بهذا اليوم " و كان بذلك اليوم" .

عندما قلت ذات مرة أنني سوف أصل بعام 1956...

صحفي:بالفعل، وصلتم.

فيدل كاسترو: نعم. عندما قلت بتلك المرة أنه إذا لا يتخلى باتيستا عن السلطة خلال اسبوعين كنا سنصل إلى كوبا ، وصلنا بنفس اليوم.هكذا اعتقد أنني ملتزم بكلمتي . و لكن، انظروا، ليس من الأصعب بأي مناسبة أخرى التـأكيد على أن يوم الأربعاء نصل.أعتقد أن يوم الأربعاء نصل.

صحفي: طيب، إذا لم يكن يوم الأربعاء ، يوم الخميس.

فيدل كاسترو:لأنه، إذا كان صحيحا أن الدكتاتوريات لا يمكنها أن تصمد أمام أحد، لا أحد يصمد أمام الشعب،أ تفهمون؟ و إن الشعب في الطريق و ينبغي علي الاهتمام به. بهذه المرة لا يمكنني التأكيد على أي شيء، لا يمكنني أن أؤكد على يوم محدد لأن الشعب في الوسط.

أنا اتمنى ، بتعاون الشعب، الوصول يوم الأربعاء إلى هافانا.يجب أن تفهموا ، زيادة إلى ذلك، أن جميع رجالنا يبذلون جهدا خارقا، يذهبون بسيارات شاحنة ، ليس هناك رفاهية و لا راحة ، ساعات و ساعات يمشون ببطء، واقفون. و كلنا لم ننام منذ أيام ، اعتقد أننا تعلمنا عدم النوم.

صحفي: قد تعلمتم شيئا استثنائيا.(ضحكات)

فيدل كاسترو: و لدينا، أكثر من الرغبة، حاجة إلى الراحة.أعرف أننا لن نستريح، إضافة إلى ذلك.أنا، على الأقل، أعرف أنني ما راح اتمكن من الراحة.

صحفي:في هافانا لن تسطع أن ترتاح بتلك الأيام، بالتأكيد، لأن البرهان عن السرور و الابتهاج سيظهر مثلما جرى بكل مكان.

فيدل كاسترو:و لكن، على الأقل عندي أمل بأن يرتاح رجالنا. ستفهمون، علاوة على ذلك،

الفرح الذي سيشعرون به و هم ذاهبون إلى هافانا. لأن تقريبا جميعهم فلاحون من سيرا مايسترا و يرون هافانا تقريبا كتتويج لتلك الأحلام. أليس كذلك؟ و يذهبون بحماس. لهذا يتحملون ما يتحملونه. يذهبون مزدهمين بسيارات شاحنة، غير مرتحين و لا أحد منهم يشتكي. إضافة إلى ذلك ، من الصعب جدا الحفاظ على المسيرة ، على نظام المجموعة ، كل شيء، لأن هناك سيارات تدخل بأي مكان ، و يدخل الشعب بأي مكان.و أنا أقول لحسن الحظ لا يجب علينا أن نقاتل لأننا كنا سنطلب باطلاق مورتير و سوف يكون هناك صحفي يطلق " فلاش". (ضحكات)

لم اعد اعرف إذا الذي جنبي هو عسكري أو ثائر أو صحفي، أو أنه صاحب المدفع أو الدبابة، لا أعلم.لدينا مزيج هائل هنا...

صحفي: من الشعب بأجمعه، الذي يتعاون مع هذه الثورة.

فيدل كاسترو:بطبيعة الحال، بسرور عميق نساعد الصحفيين.

صحفي:بمناسبة ذلك، تعلمون أننا نحتاج إلى طائرة للعودة مباشرة إلى هافانا، حتى نوصل هذه الأخبار إلى سي إيم قو و إلى إذاعة الساعة و إلى جميع المحطات. و بهذا الشكل نرجو أن تعط الأوامر هنا ك لكل قائد أعلى و لأصدقائكم حتى يوفروا لنا هذه الطائرة.

فيدل كاسترو: انظرو،اسمح لي أن أقول لكم : كلنا ، بأمانة و نحن رجال لا نتقيد بالأطماع، و ليست لدينا ازدواجية المعيار و لا نخد ع أحد ، نعلم أننا نحظي مسبقا بمساندة الصحافة و ناضلنا حتى لا تسود مرة أخرى رقابة على الصحافة بكوبا و لن ترجع هذه الرقابة . إذن، ما نفعله من أجل الصحافة لا يمكن فهمه كوسيلة لكسب الصحافة . إن الصحافة مع الثورة، إنها إلى جانب الثورة.

صحفي: طبعا...

فيدل كاسترو: الآن، دائما ، بسيرا مايسترا، بكل المكان و بكل الظروف ، حظي الصحفيون الكوبيون و الأجانب بأكبر اهتمامنا و سوف نواصل بتقديم هذا الاهتمام. كل التسهيلات لأننا نعي بأن الصحفيين يستطيعون مساعدتنا و تأييدنا بأداء مهمتنا الثورية.. قد ساعدونا لتحقيق الانتصار ، و الآن ينبغي عليهم تأييدنا بأصعب مرحلة ، خلال سيادةالسلام، و هذا يستغرق وقتا و يعترض بصعوبات شتى. من الضروري مساعدتنا ، آخذين بعين الحسبان النوايا الطيبة للثوار.

و نحن أيضا سنساعدهم. أولا من خلال الدفاع عن هذه الحرية بدمائنا و بأرواحنا ، ثم عن طريق تقديم كل التسهيلات بكل الظروف حتى تخبر الشعب. و بذلك لن نعمل معروفا للصحافة و إنما سنعمل معروفا للشعب، الذي يهتم بكل شيء و ما يريده هو توجيهه. إن هذا الشعب ذكي هكذا و يقظان هكذا بشكل أنه يحتاج فقط إلى الخبر، أن يعرف ماذا يحصل ، و هو يستخرج استنتاجاته.

صحفي: بالفعل، بذكاء.طيب، لن نأخذ من وقتكم أكثر . هناك مهام عاجلة تنتظركم و لا بد من القيام بها.

فيدل كاسترو: تحية لرفاقكم بسي إيم قو و شكرا لسائر الإذاعات ، و بهذه الحالة نود أن نشكر بشكل خاص مؤسسة سي إيم قو، و عمالها فهذا برنامج لسي إيم قو ، لكل ما فعلوه.

صحفي: و نحن نشكر لكم للطفكم و لتكريس لنا هذه الدقائق.

شكرا جزيلا ، أيها القائد الأعلى

Lugar: 

Provincia de Camagüey

Fecha: 

03/01/1959