يحتفل الثوار في جميع أنحاء العالم اليوم الجمعة بالذكرى الـ 95 لميلاد الزعيم التاريخي للثورة الكوبية، فيدل كاسترو، وهو رمز عالمي للأفكار التحررية والنضال ضد الاستعمار والإمبريالية.
 
وفيدل هو مرجع للفكر الماركسي وتطبيقه الإبداعي في كوبا، وهي أمة، على الرغم من كونها صغيرة وفقيرة، إلا أنها أصبحت شعلة في الظل المظلم للإمبراطورية.
 
ويعرف الكثير عن الرجل الذي قاد في عام 1959 انتصار الحركة الجماهيرية التي عرّفها فيما بعد بأنها "ثورة العمال والفلاحين والطلاب". ومع ذلك، فإن جوانب أخرى من حياته أقل شهرة جعلت قدرته التحويلية أقرب إلى الناس.
 
كان فيدل كاسترو طالبًا قلقًا ومتسائلًا. شكّل شغفه بالقراءة والتعلم قدرته على تعميق وتشكيل فكرة متكاملة عن العمليات الاجتماعية والتاريخية، وتميز دائمًا في جميع المواد المتعلقة بالآداب.
 
ومن بين مبادئ فيدل كاسترو المعروفة "لا نعطي ما فاض عنا، بل نتقاسم مع الآخر ما لدينا". وذلك بالإشارة إلى الإنجازات التي حققتها كوبا في أميركا اللاتينية من خلال تقديم مساعدتها في مجالات الصحة والرياضة والتعليم.
 
جعل فيدل مبدأ الأممية، ممارسة يومية في السياسة الخارجية للثورة الكوبية. فمساعدات الجزيرة الطبية لدول أميركا اللاتينية، لا تعد ولا تحصى خاصة أثناء الكوارث الطبيعية.
 
من المشاريع التي ابتكرها أيضاً فيدل، كان إنشاء كلية الطب لأميركا اللاتينية في العام 1999، ما سمح لآلاف الشباب من أميركا اللاتينية وفلسطين وسوريا وحتى من فقراء الولايات المتحدة، دراسة الطب لمساعدة شعوبهم.
 
من ناحية أخرى، وضعت كوبا تنفيذاً لأفكار فيدل، برنامجاً سمعياً بصرياً لمحو الأمية يطبق في كل اللغات، واعتمدته اليونيسكو واسمه "نعم، أنا أستطيع" في العام 2001. وبفضل هذا البرنامج أعلنت دول مثل فنزويلا وبوليفيا أنها أصبحت خالية من الأمية.
 
الأممية بالنسبة لفيدل تعني "سداد ديوننا للإنسانية". ومن ليس قادراً على النضال من أجل الآخرين، لن يكون أبداً قادراً بشكل كافٍ على النضال من أجل نفسه".
 
ويحتل فيدل كاسترو مكاناً بارزاً ومميزاً في أميركا اللاتينية ومنطقة البحر الكاريبي، لفكره النقدي تجاه الرأسمالية والنيوليبرالية ومعاداة الإمبريالية. لا يوجد سياسي آخر، مثل فيدل، استطاع أن يقدم مثالاً لأسس الفكر التحرري لأميركا اللاتينية في القرن العشرين.