خطابات و تداخلات

الخطاب الذي ألقاه رئيس جمهورية كوبا، القائد العام فيدل كاسترو روس، في حفل افتتاح العام الدراسي 2003-2004. ساحة الثورة، الثامن من أيلول/سبتمبر 2003

التاريخ: 

08/09/2003

يا أبناء وطننا الأعزاء:

لقد أصبحت كوبا تحتل المكان الأول في مجال التعليم بين جميع البلدان، الكبيرة منها أو صغيرة. وقد تم التمكن من تحقيق ذلك انطلاقاً من ثلاثين بالمائة من الأشخاص في عمر متقدم لم يكونوا يعرفون القراءة ولا الكتابة وستين بالمائة من الأميين الوظيفيين، إذا ما أخذنا بعين الاعتبار الشبان والبالغين الذين كانوا يفتقدون للمعارف والثقافة ممن لم يتجاوزوا الصف الثالث أو الرابع من التعليم الابتدائي، الذي كان على درجة عالية من القصور.

لم يكن يتوفر من الأساتذة ما يكفي لتعليم ملايين الأطفال والفتيان. كان لا بد من تأهيلهم. لم يكن هناك أساتذة ولا مدارس لهم عندما تصل الجماهير الواسعة إلى الصف السادس أو التاسع. فكان لا بد من صنعهم، وذلك عبر المزج بين مهام طليعة متفانية كطلبة في اختصاص التعليم بعد تجاوزهم الصف العاشر بنجاح وأن يكونوا في ذات الوقت أساتذة للمرحلة المتوسطة، وفعل ذات الشيء لاحقاً في مراكز التعليم الثانوية، بعد تجاوزهم للصف الثاني عشر بنجاح.

وصل الأمر إلى توفير حتى خمسين ألف مقعد سنوياً لتلاميذ المرحلة المتوسطة.

لم يكن يوجد آنذاك إلا ثلاثة مراكز للتعليم الجامعي بعدد محدود من الاختصاصات. وخلال أقل من 25 سنة تمت إقامة أكثر من خمسين مركز للتعليم العالي، حيث يتم في الوقت الراهن تلقين 85 اختصاصاً مختلفاً.

يتسع نطاق التعليم الجامعي تدريجياً اليوم إلى جميع بلديات البلاد، وذلك كضرورة ماسّة للقيام بثورة تعليمية قوية.

لم تكن توجد حضانات أطفال ولا مدارس للتعليم الخاص ولا مدارس رياضية ولا ما يكفي من مدارس المرحلة الابتدائية لمجموع عدد الأطفال والفتيان في السن المدرسي. لقد صنعت مثابرة شعبنا وصبره وبطولته معجزة إقامة الآلاف من هذه المدارس، حيث يدرس اليوم مليونان و500 ألف و474 طفلاً وفتىً وشاباً، وعشرات المراكز الجامعية التي يبلغ عدد المسجلين فيها في هذا العام الدراسي أكثر من 300 ألف طالب.

لقد أوجدت الثورة كل هذا بوتيرة لم يسبق لها مثيل ولا موازيٍ في التاريخ.

فليقارن بما يوجد في العالم الثالث وفي البلدان المتقدمة نفسها.

تحتل كوبا اليوم، وباعتراف مؤسسات ذات شهرة ومكانة، المكان الأول في المعارف بالرياضيات واللغة بين تلاميذ المرحلة الابتدائية. مائة بالمائة من الأطفال هم مسجلين في الصفوف التي تناسب أعمارهم، بدون تخلف مدرسي، ويصلون جميعاً إلى الصف السادس ابتدائي. 99 بالمائة منهم يصلون إلى الصف التاسع، وبوسع مجموع الذين يصلون إلى هذا الصف أن يتابعوا دراستهم في المرحلة الثانوية.

من بين مجموع عدد سكان يبلغ 11 مليوناً و177 ألفاً و743 نسمة، 0.2 بالمائة فقط هم أميين، إنهم على نحو حصري تقريباً أشخاص متقدمون في السن لم يتمتعوا بالنظام التعليمي الذي يتمتع به بلدنا في الوقت الراهن.

يتمتع أطفال كوبا اليوم بأفضل مؤشر لعدد معلمي الصفوف مقابل عدد تلاميذ المرحلة الابتدائية؛ معلم واحد مقابل كل عشرين، أو معلمَين إذا تجاوزوا هذا العدد. وكما يعرف الجميع، فإن المؤشر في هذه المدينة قد تقلّص خلال سنتين فقط من 37 إلى 18 تلميذاً مقابل كل معلم وغرفة صف، عبر الترميم الكلي أو بناء 789 مدرسة ابتدائية ومتوسطة.

تم خلال صيف عام 2001 إقامة خمس عشرة مدرسة لتعليم الفن.

مدارس جديدة للرسم والمسرح والرقص والموسيقى تنتشر في جميع عواصم المحافظات والمدن الهامة من البلاد.

تمت إقامة قناتين جديدتين للتلفزيون التعليمي: إحداهما أصبحت تقدم خدماتها على المستوى الوطني والثانية ستدخل في أوج عملها بعد ستة أشهر.

معرض الكتاب، الذي لم يكن يقام في السابق إلا في العاصمة، يقام اليوم في ما لا يقل عن ثلاثين مدينة.

قدرات جديدة على الطباعة ستسمح بوصول جميع المواطنين بشكل واسع إلى أفضل الأعمال الأدبية والمواضيع العلمية والسياسية والاجتماعية والثقافية، بحد أدنى من التكلفة، وذلك من خلال نظام المكتبات العائلية، وهو نظام مستنبط في كوبا وبدأت رقعته تمتد إلى بلدان أخرى، وعلى ذات النحو الذي يؤمل فيه من أنظمة محو الأمية عبر الإذاعة والتلفزيون أن تُحدث ثورة في العالم.

من شأن قائمة الإبداعات والمناهج التعليمية والثقافية الجديدة ذات الأثر الاجتماعي والإنساني الكبير ألا تنتهي. ولا حتى ألد أعداء الثورة يتجرأون على نفي ذلك.

ضمن أي ظروف يبدأ العام الدراسي بعد القفزات ما فوق العادية المحرزة خلال السنوات الأربع الأخيرة وبدون أن تكون "الفترة الخاصة" قد تكللت بعد؟

بعد عشر سنوات من البحث العلمي، يطبّق بلدنا في جميع أنحاء الأراضي الوطنية، منذ العام الدراسي 1992-1993، البرنامج الاجتماعي "علِّم ابنك"، الذي يستهدف إعداد العائلة من أجل تحقيق التطور التكاملي للأطفال ذكوراً وإناثاً من صفر إلى ست سنوات. إنها العائلة نفسها هي التي تقوم على نحو منتظم بالخطوات التعليمية الأساسية تجاه أبنائها. لقد مكّن التوسيع التدريجي لرقعة البرنامج من العناية، عن طريق مؤسسات كحضانات ورياض الأطفال أو عبر السبل غبر الرسمية، ب‍ِ 99.5 بالمائة من الأطفال من أبناء هذا العمر.

لقد كان أمراً حاسماً تعزيز البرنامج بضمّ أطباء وممرضات العائلة إليه، وكذلك معلمي الثقافة والرياضية وأعضاء الاتحاد النسائي وأعضاء لجان الدفاع عن الثورة وممثلي النقابات والمنظمات الفلاحية والحكومات المحلية، وبشكل خاص المجالس الشعبية، والذين يبلغ عددهم جميعاً أكثر من مائة ألف منفّذ، كما يتم تصنيفهم، وهم المكلّفين إعداد العائلة والعناية بها ودعمها. تأهيل هؤلاء يقوم على عاتق أكثر من 30 ألف مشرف، الذين يؤهّلونهم ويقدمون الاستشارة لهم. من هذا العدد 8286 هم معلمون ذوو مهارة تابعين لوزارة التعليم.

أثبت التقييم الذي أجري في عام 1999 أن 87 بالمائة من عينة يبلغ عدد أطفالها 48 ألفاً قد حققوا جميعاً مؤشرات التطور الموضوعة لسنّهم، وقد تجاوزوا التقييم الذي أجري في عام 1994 بنسبة 34.6 بالمائة. 84 بالمائة من العائلات التي تم تقييمها، ويبلغ عددها أكثر من 47 ألفاً، تعترف بأنه حدثت تغيرات سلوكية في علاقاتها مع أبنائها: تخصص لهم كمّاً أكبر من الوقت، هي أكثر وداً معهم، تصغي إليهم، لا تستخدم سوء المعاملة النفسية ولا الجسدية. كما يتم الاعتراف بمساهمة برنامج الإثراء الثقافي للعائلات: يقول 62 بالمائة بأنه يسمع الموسيقى، و52 بالمائة قد أدخل زيارة المتاحف والمؤسسات الثقافية إلى نشاطاته، و44 بالمائة ازدادت ممارسته لعادة القراءة، و64 بالمائة يبدي اهتماماً أكبر بشراء كتب القصص لأبنائه ويقرأها لهم.

كمحصلة لنظام العناية التعليمية بالأطفال منذ ولادتهم وحتى عمر الست سنوات، حقق 96.8 بالمائة من الذين التحقوا بمرحلة الروضة في العام الدراسي الماضي مستوىً ملائم من تطوير المهارات الأساسية التي تسمح لهم بمواجهة التعليم المدرسي بنجاح.

يشكل إدراج الكمبيوتر في أعمار ما قبل السن المدرسي في بلدنا تجربة جديدة وفريدة نظراً للطابع الجماهير الذي تحققه والمبادئ والمفاهيم العلمية والتعليمية التي تقوم على أساسها. ويترافق إدخاله المعمّم مع البحث الذي يسمح بتحديد موقفنا من استخدامه في تعليم الأطفال الذين هم دون السن المدرسي، بما يتوافق مع المفهوم الذي تتبناه العملية التعليمية من أجل اتقاء أي عامل خطر ناجم عن استخدام الكمبيوتر في هذه الأعمار وتحديده والسيطرة عليه واستئصاله.

في العام الدراسي المنقضي تمكن من الوصول إلى الكمبيوتر، بتردد 30 دقيقة أسبوعياً، 117 ألفاً و868 طفلاً من الذكور والإناث ممن يجتازون مرحلة الروضة في المدارس الابتدائية. واعتباراً من العام الدراسي الحالي سيستفيد من هذه الفرصة أيضاً 23 ألفاً و527 صغيراً مسجّلين في مرحلة الروضة في الحضانات، حيث من المقرر وضع العدد اللازم من الأجهزة في هذه المراكز.

يتوفر 823 معلماً أخذوا بالتأهل كمعلمي كمبيوتر لهذه الأعمار ويواصلون تأهلهم في مستوى التعليم العالي. تثبت المراقبة التي أجريت حتى هذه اللحظة المساهمة بتطور الحركية الرفيعة والمهارات الذهنية عند هؤلاء الصغار، واللذين يشكلان هدفين يجب تحقيقهما عند إنجاز الطفل لمرحلة الروضة وكأساس من أجل التحاقه بالصف الأول.

خلال العام الدراسي الحالي سيتمتع 84 بالمائة من مجموعات التعليم الابتدائي بعشرين طالب أو أقل.

يتوفر احتياط من المعلمين في جميع المحافظات، باستثناء هافانا وماتانزاس وكماغويه، التي يجري العمل فيها في سبيل تذليل هذه المشكلة.

لقد أمكن تحقيق الوضع الحالي الرائع بفضل انضمام أكثر من 14 ألفاً و662 شاباً من المعلمين الناشئين، والذين حققوا نجاحاً كبيراً.

لقد تحقق الدوام عبر جلستين يومياً بين 96.6 بالمائة من تلاميذ المرحلة الابتدائية في كل أنحاء البلاد. ولكن التحول الأساسي تمثل في الارتقاء بالتنظيم المدرسي، الذي سمح بالتوصل إلى برنامج واحد وحيد من ساعات الدوام، حيث يتم القيام بالنشاطات التعليمية في الدوام الصباحي كما في دوام بعد الظهر على حد سواء. سيزداد عدد حصص مادة اللغة الإسبانية أسبوعياً وإضافة حصة من مادة الرياضيات؛ في المادة الأولى ستُعطى أولوية للإملاء واستخدام القاموس والخط والإنشاء وفهم دروس القراءة؛ وفي المادة الثانية سيتم تعزيز مضامين الحساب وتعليل المسائل ومعالجة الأحجام والقياسات.

سيتم إدخال حصة واحدة أسبوعياً من اللغة الإنكليزية اعتباراً من الصف الثالث وحتى الخامس، وحصتين في الصف السادس، وذلك باستخدام وسائل مسموعة ومرئية. سيبدأ تدريس هذه المواد اعتباراً من شهر كانون الثاني/يناير.

تم إعداد 41 برنامج "سوفتوير" ستُحدث تغيراً أساسياً في العملية التعليمية المتبادلة بين مربي الصف وأستاذ الكمبيوتر. سيدير كلاهما نشاطات مشتركة، سواء كانت تعليمية أو إضافية ستسمح برفع جودة التعليم وبلورة ثقافة عامة متكاملة.

كشف تقييم لجودة التعليم في مدينة هافانا أجري في عام 1999 بأن أطفالها لم يكونوا يكتسبون معارف صفهم بالجودة والسرعة اللازمتين. أحد الأدلة على ذلك هو أنه في الصف الرابع تم الوصل إلى 43.3 بالمائة من الإجابات الصحيحة في الرياضيات و53.5 بالمائة باللغة الإسبانية.

الإجراءات الخاصة التي تم تطبيقها على التعليم في مدينة هافانا سمحت بالتحقق من أنه في شهر حزيران/يونيو من العام الحالي ارتفعت نسبة هذه الإجابات إلى 71 بالمائة في الرياضيات وإلى 86 بالمائة باللغة. وقد سجلت معارف الصف ارتفاعاً بنسبة 60 بالمائة مقارنةً بالعام 1999.

على غرار ما يحدث منذ عدة سنوات، يؤمن التعليم الخاص في العام الدراسي الحالي العناية بجميع الأطفال ذوي العاهات الجسدية أو التخلف العقلي الذي يتواءم مع إمكانية الدراسة، 51 ألفاً و938 في الوقت الراهن، ويتوفر لذلك 14 ألفاً و600 معلم وأخصائي. سيتلقى العناية في المنزل ما مجموعه 1386 عن طريق معلم متنقل، ويتوفر لهذه الغاية 580 معلم، وستؤمّن العناية ل‍ِ 372 تلميذاً في 22 غرفة صف في مستشفيات.

يبرز في هذا النوع من التعليم إدخال مناهج جديدة لمعالجة 241 طفلاً يعانون داء العزلة عن بيئتهم الاجتماعية، و106 أطفال يعانون الطرش-العمى و14 خضعوا لعمليات زرع حلزوني. يتم العمل على إدخال وتطبيق وسائل ومعدات جديدة لتسهيل وصول التلاميذ أصحاب أنواع معينة من القصور إلى المعلوماتية: شاشة لمسية، رؤيا صوتية، أزرار، لوحة مفاتيح ذكية وأجهزة سكانير.

ارتفع 252 عدد أماكن العمل لمترجمين للغة عبر الإيماءات وأساتذة الدعم لطلاب يعانون الطرش، العمى والمقعدين، مما سيسمح برفع جودة العناية التي تقدَّم لهم.

تم في هذا العام الدراسي تشغيل مطبعة برايل حديثة لطباعة كتب مدرسية وغيرها ستسمح للأكفّاء برفع مستوى ثقافتهم العامة المتكاملة. نتمتع ب‍ِ 193 مجموعة تشخيص وتوجيه في جميع أنحاء البلاد، يبلغ عدد أخصائييها 1056 مهمتهم تقييم وتشخيص التلاميذ ذوي الاحتياجات التعليمية الخاصة.

تواصل تطوير برنامج الكمبيوتر في جميع مراكز مختلف أنواع التعليم، ويستفيد منه 100% من المسجّلين، مع التمتع ب‍ِ 46 ألفاً و290 جهاز كمبيوتر مركّبة في مراحل تعليم الروضة والابتدائية والمتوسطة، بما فيها جميع المدارس الريفية، الأمر الذي استلزم إيصال الكهرباء عبر أطباق شمسية إلى 2368 مدرسة، منها 93 بطالب واحد، وهو ما يبرهن على العناية الفائقة بكل ما له علاقة بالتعليم في بلدنا.

البرنامج الدراسي الحالي يسمح للطالب بأن يتّقن عمل الكمبيوتر، معالجة النصوص، الرسوم البيانية، الجداول، إبداع عروض "مولتيميديا" وصفحات وب، وكذلك حل مشكلات لها علاقة بمختلف مجالات المعرفة. وهناك حقيقة بالغة الأهمية: يزداد بشكل تدريجي استخدام جهاز الكمبيوتر كوسيلة تربوية لتعلّم موادّ أخرى.

يتمتع هذا البرنامج ب‍ِ 19 ألفاً و227 أستاذ كمبيوتر، منهم 13 ألفاً و805 كوظائف جديدة. كما يتمتع بتشكيلتين جديدتين من البرامج "سوفتوير" التعليمية: "مولتيسابير" (Multisaber) [التعدد المعرفي]، ويتكون من 41 برنامج للتعليم الابتدائي والخاص؛ و"إل‍ نافيغانتي" (El Navegante) "البحّار"، ويتكون من 37 برنامج لتعليم المرحلة المتوسطة. سيسمح ذلك باستخدام السوفتوير التعليمي في دعم تطوير جميع مواد التعليم الابتدائي والمتوسط.

تتميز برامج السوفتوير هذه بأنها على درجة عالية من التفاعلية، نظراً لاستخدام موارد "مولتيميديا"، كأشرطة فيديو وصوت وصور وقواميس متخصصة وشروح أساتذة ذوي خبرة وتمارين وألعاب تعليمية تعزز وظائف التقييم والتشخيص.

من المقرر أن يبلغ عدد المسجّلين في مدارس تعليم الفن في هذا العام الدراسي 4840 في السنة الأولى و4038 في السنة الثانية و3605 في السنة الثالثة و3523 في السنة الرابعة والأخيرة.

يتكون طاقم المعلمين من 2929 أستاذاً، منهم 948 بالتأهيل العام و1981 لتعليم الاختصاصات؛ من بين هؤلاء هناك 1384 يوفّقون بين هذا العمل وين نشاطاتهم كمحترفين في مجال الثقافة.

من بين ال‍ 158 ألفاً و800 طالب الذين انهوا المرحلة المتوسطة في العام الماضي يلتحق بالمرحلة الثانوية 89100، بينما يلتحق بالتعليم الفني والمهني 69 ألفاً و700 طالب.

في شهر أيلول/سبتمبر من عام 2001 قامت دورة الارتقاء التعليمي التكاملي للشبان. بعد سنتين من بدئها تم التمكن من تقييم الأثر الهائل الذي أحرزته على العائلة والمجتمع والطلاب والمعلمين، وذلك انطلاقاً من التغير في أشكال السلوك عند هؤلاء الشبان.

انتهت الدورة الماضية بعدد من المسجلين بلغ 102 ألفاً وخمسة طلاب، يتواجد 64 ألفاً و488 منهم قيد التأهل الثانوي بينما التحق 34 ألفاً و318 بمرحلة التعليم العالي.

البرنامج التعليمي "الفارو رينوسو" (Alvaro Reynoso) تبلور خلال العام الدراسي 2002-2003، ويبلغ في العام الدراسي الحالي 128 ألفاً و377 عدد العمّال المسجّلين، منهم 38 ألفاً و103 وظيفتهم هي الدراسة، ما يشكل 30 بالمائة؛ ويقوم 4786 بمهمة التدريس، نظراً لمستواهم التعليمي العالي، بينما يوفّق 85 ألفاً و488 بين العمل والدراسة.

خلال العام الدراسي الذي يبدأ الآن، وكمحصّلة لبرامج الثورة، يلتحق أكثر من 100 ألف من أبناء وطننا بالتعليم العالي. زيادة كبيرة شهدها عدد الطلاب المسجلين في اختصاصات جامعية تُعطى في البلديات، وذلك كنموذج جديد للتعليم العالي الكوبي في مرحلة تطوره الحالية.

في اختصاصات التعليم يرتكز نموذج التعميم إلى توزيع الطلاب على 5204 مراكز تعليمية تعتبر جامعات مصغّرة، بعناية مشرفين يرافقونهم على مدار فترة الدراسة، وقد تم تامين المراجع الأساسية، وذلك بشكل رئيسي عبر أسطوانة متراصة عن كل اختصاص لكل طالب. سيشارك في العام الدراسي الحالي 41 ألفاً و973 ما بين أستاذ في المراكز ومشرف.

شكّل تنفيذ برنامج الترميم الكلي لمائة وعشر مدارس في باقي أنحاء البلاد خلال عام 2003، والذي شمل توسيع غرف صف لضمان استيعابها لعشرين طفل أو أقل في المرحلة الابتدائية ونظام الدوامين يومياً في المدارس المتوسطة، وكذلك التجديد الكامل للأثاث المدرسي، حافزاً قوياً لرفع جودة التعليم في جميع المحافظات.

من هذه المدارس المائة وعشرة التي يتضمنها البرنامج لعام 2003 هناك 31 تم إنجازها للبدء بالعام الدراسي، و56 ستُنجز خلال ما تبقى من شهر أيلول/سبتمبر و20 في تشرين الأول/أكتوبر و3 بين شهري تشرين الثاني/نوفمبر وكانون الأول/ديسمبر. سيتم القيام بجهد خاص في سبيل التمكن في عام 2004 من الترميم الكلي لمائتين من هذه المدارس. كان بودنا إنجاز عدد أكبر من هذا، ولكن يجب الأخذ بعين الاعتبار أنه في قطاع الصحة يتم تنفيذ برنامج بالغ الأهمية في كل أنحاء البلاد على نحو متزامن، وهو برنامج يستلزم العديد من مهام البناء.

إن ما يميّز هذا العام الدراسي 2003-2004 ويجعله تاريخياً هو ثورة عميقة وغير معهودة في التعليم المتوسط في كوبا، الصف السابع والثامن والتاسع، سيكون لها أثراً عالمياً. وهذه المرحلة التعليمية -وهي حلقة أساسية في بلورة شخصية وحياة جميع الأطفال والفتيان- هي المرحلة الأكثر تعقيداً وتشكل في مجال التربية كارثة عالمية حقيقية.

في نظامٍ تعليمي يجد فيه أستاذ مفرط في التخصص نفسه مضطراً لإعطاء الدروس لمائتي أو ثلاثمائة طالب مقسّمين على مجموعات من 30 إلى 40 تلميذاً، لا يمكن لهذا أن يعرف ولا حتى أسماء جميع تلامذته، ومواصفاتهم الفردية، ومشكلاتهم الشخصية والعائلة والوسط الاجتماعي الذي يعيشون فيه، ولا أن يوفر العناية الماهرة والمخصصة التي يحتاج لها كل فتى. لقد سبق وأراد أن يعبّر عن ذلك على نحو تنبؤي لوز إي كاباجيرو في عبارته الشهيرة، تماماً كما نفسّرها نحن: التهذيب هو أهم وأصعب بكثير من التعليم. إنها حقيقة لا تُدحض. نعتقد أنه اليوم في وطننا يمكن تحقيق كلا الأمرين معاً. في عالم اليوم، الذي يفرض فيه التعليم الواسع نفسه، لا يستطيع النظام التقليدي أن يهذِّب ولا أن يعلِّم مهما كان الجهد ومهما كانت نوعية الأساتذة.

أمريكي حائز على جائزة نوبل للفيزياء عام 1988، وهو ليون ماكس ليديرمان، قال في موعد حديث العهد شيئاً بالغ الأهمية: "إنه لأمر أضحى عاجلاً تحسين التعليم. المهم أن يكون عند الفتى حين ينهي المرحلة المتوسطة من التعليم طريقة تفكير علمية، بغض النظر عن المهنة التي يريد اختيارها لاحقاً.

إن الإصلاح في المرحلة التعليمية المتوسطة هو أمر ضروري لكي يكون الطلاب على مستوى القرن الحادي والعشرين، من أجل تمكنهم من مواكبة التطور المتسارع وتبعاته الاجتماعية-السياسية؛ عليهم أن يكونوا قادرين على كسب لقمة العيش وأن يكونوا على التزام في ذات الوقت بالعقلانية كنمط حياة. مواجهة عالمٍ هو في حالة تحول مستمر.

لو تحول كل ذلك إلى واقع فإن من شأن خريجي المرحلة المتوسطة الجدد أن يكونوا على معرفة أوسع بالعلوم من أولئك الذين أنهوا الثانوية، بل ومن خريجي هارفرد. ومما لا شك فيه بأنه من شأنهم أن يكونوا آباء، أبناء، ساسة، عمال، بشر، أفضلين. والطالب الذي يسمى اليوم وسطاً من شأنه أن ينشأ كعبقري".

بالنسبة لنا نحن، الذين كنا على وعي منذ زمن طويل لضرورة مواجهة وضع هذه المرحلة التعليمية، كانت الصعوبة الأساسية تكمن في طريقة التوفيق بين مهارة المعلّم، وميله الشخصي، وعدد وتردد كل مادة والمجموع الكامل للعدد اللازم من الأساتذة.

في خضم معركة الأفكار بذلنا جهوداً في البحث عن حلول. نشأت بين هذه فكرة تأهيل أستاذ تكاملي. ومع أن الجهد كان هائلاً، لم نتردد في السير بهذا الاتجاه.

ولكن، ماذا نفعل بالعدد الكبير من الأساتذة الرائعين الذين تخصصوا على مدى سنوات كثيرة؟

البحث المتواصل عن حلول قادنا في نهاية الأمر إلى أشكال مكّنت، انطلاقاً من أفكار أخرى كثيرة تمت تجربتها ومن التجريب الملموس، من اتباع الأسلوب الجريء والثوري الذي تم تبنيه في نهاية الأمر، والذي يبدأ تطبيقه الواسع اليوم بالذات، الثامن من أيلول/سبتمبر 2003.

هذا الأسلوب يجمع بين المعارف المتينة عن الأساتذة المتخصصين، ومجموعة قوية من الشبان الأساتذة الناشئين والملتزمين بتدريس كل المواد ومرافقة تلاميذهم والأخذ بيدهم خلال الأعوام الدراسية الثلاثة، والاستخدام المستفيض والمنتظم لأحدث الوسائل المسموعة والمرئية.

النتيجة النهائية ستكون أستاذ واحد مقابل كل 15 تلميذ، وبشكل خاص في غرف صف لثلاثين طالب بأستاذين يتعاونان فيما بينهما بشكل وطيد، ولكن كل منهما مسؤول عن كل ما يتعلق بتعليم وتأهيل الخمسة عشر طالب الذين يتولى الإشراف عليهم وإدارتهم وتحضيرهم للحياة خلال هذه المرحلة التعليمية الحاسمة.

وكما هو معتاد، كانت الصعوبات الأكبر في عاصمة البلاد. بعدما تم فيها تجنيد آلاف كثيرة من الشبان لكي يتأهلوا كعمال اجتماعيين ومعلمين ناشئين للمرحلة الابتدائية، وممرضات ناشئات أيضاً، وفنيين في العلاج الطبيعي وغيره من الخدمات الصحية، وأساتذة كمبيوتر، وطلاب تم اختيارهم خصيصاً لجامعة علوم المعلوماتية -التي بدأ تشغيلها وبانتشار سريع مع أنه لم يتم افتتاحها بعد- كانت المدينة تفتقد للعدد الكافي من الشبان خريجي الصف الثاني عشر لكي يتأهلوا كأساتذة ناشئين. يضاف إلى ذلك أن التعليم في العاصمة كان الأكثر قصوراً في كل أنحاء البلاد وكانت نتائج ذلك تنعكس على جودة المعارف وعلى تأهل شبابها.

لم يكن بالوسع الانتظار دقيقة واحدة. هبّ لنجدة العاصمة أكثر من أربعة آلاف شاب رائعين من خريجي المرحلة الثانوية قدموا من باقي محافظات البلاد، والذين التحقوا بمدرسة "سلفادور أليندي" الشهيرة، وهم سيلقنون معارفهم على مدى سنة برفقة أساتذة أسخياء متخصصين. هكذا سيكون الحال على التوالي في كل سنة مع الأساتذة الجدد الناشئين من مدرسة "سلفادور أليندي" حتى يصبح لدى مدينة هافانا العدد الكافي من الأساتذة. وعليه فإن هؤلاء سيتنقلون مع تلاميذهم حين يعودون إلى محافظاتهم الأصلية.

نتائج مدرسة "يوري غاغارين" التجريبية، ومدرسة أخرى مشابهة، "خوسيه مارتيه"، في هافانا القديمة، تشهد على فوائد المفهوم الجديد في مرحلة التعليم المتوسط، مما يشكل مساهمة ثورية وجديدة للتعليم في تأهيل الفتيان.

من بين النتائج الرئيسية تأتي التالية: الحضور الأفضل للدروس والدقة في مواعيدها؛ يسود الإشراف على الالتزام الإقناع والتنظيم الذاتي عند الطلاب، اتصال جيد بين المعلم والطالب والعائلة، تقيَّم جودة الدروس بأنها إيجابية جداً.

يتم تحقيق نتائج تعليمية أرقى من الأسلوب السابق بالمقارنة مع التشخيص الأولي للتلاميذ، وذلك عبر تطبيق أدوات ستاندار دولية في الرياضيات واللغة الإسبانية.

هذه الأدوات هي:

مدرسة "يوري غاغارين"، عند بداية العام الدراسي في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2002: المعارف في الرياضيات، 31.9 بالمائة من الإجابات المقبولة؛ ارتفعت هذه النسبة في شهر أيار/مايو إلى 65.7 بالمائة.

المعارف باللغة الإسبانية، المرحلة الأولية، تشرين الأول/أكتوبر 2002: 57.9 بالمائة من الإجابات المقبولة؛ في شهر أيار/مايو 2003 بلغت النسبة 77.3 بالمائة.

مدرسة "خوسيه مارتيه"، عند بداية العام الدراسي في شهر تشرين الأول/أكتوبر 2002: المعارف في الرياضيات، 30 بالمائة من الإجابات المقبولة؛ ارتفعت هذه النسبة في شهر أيار/مايو إلى 54.3 بالمائة.

المعارف باللغة الإسبانية، المرحلة الأولية، تشرين الأول/أكتوبر 2002: 57.2 بالمائة من الإجابات المقبولة؛ في شهر أيار/مايو 2003 بلغت النسبة 70.1 بالمائة.

مدرستا الإشراف "خورخي فيلابوي" و"إنريكي غالارّاغا". في بداية العام الدراسي، في تشرين الأول/أكتوبر 2002: المعارف في الرياضيات، 31.9 بالمائة الإجابات المقبولة؛ في شهر أيار/مايو 2003 بلغت 44 بالمائة. المعارف باللغة الإسبانية، المرحلة الأولية، تشرين الأول/أكتوبر 2002: 59.1 بالمائة من الإجابات المقبولة، وفي شهر أيار/مايو 2003 بلغت 54.7 بالمائة.

تلاميذ مدرستي "خوسيه مارتيه" و"يوري غاغارين" ضاعفا معارفهما بالمقارنة مع مدارس الإشراف التي واصلت عملها بالمنهاج التقليدي. بالإضافة لذلك، عند نهاية العام الدراسي 2002-2003 حققت مدرسة "يوري غاغارين" نسبة من النجاح بين الطلاب بلغت 99.16 بالمائة، وثلاثة راسبين فقط من بين 358 تلميذاً. المدرسة التجريبية "خوسيه مارتيه"، وهو مركز أكثر تعقيداً بكثير، حقق نسبة من النجاح بين التلاميذ بلغت 98.8 بالمائة، و14 حالة رسوب بين 1167 تلميذاً.

المائة بالمائة من المدارس المتوسطة في البلاد، والبالغ عدد تلاميذها 494 ألفاً و318 تلميذاً، ستبدأ العام الدراسي بالأسلوب الذي تم شرحه والذي يمكن وصفه بأنه ملخّص لكل الخبرات المتراكمة، ومن بينها، كما هو منطقي، خبرات المدرستين التجريبيتين "يوري غاغارين" و"خوسيه مارتيه".

تبرز في هذه المأثرة استجابة الأساتذة العاملين في مرحلة التعليم المتوسط، والذين عبّر 33 ألفاً و281 منهم، أي ما نسبته 94.8 بالمائة، عن استعدادهم للالتحاق بالبرنامج الذي، ونظراً للوظيفة التي سيقومون بها في مجتمعنا، يجعلهم يستحقون بكل عدالة تصنيف "أساتذة تكامليين".

تبرز أيضاً المساهمة الحاسمة وما فوق العادية من جانب طاقم أساتذة "سلفادور أليندي"، المكون من 409 أساتذة، منهم 89 حائزاً على شهادة الماجستير و43 على شهادة دكتوراه في العلوم.

من مجموع تلاميذ المرحلة التعليمية المتوسطة في العام الدراسي الحالي سيستفيد ما نسبته 5 بالمائة من نظام الدوامين يومياً.

في إطار الثورة التعليمية يتحول استخدام التلفزيون والفيديو والكمبيوتر إلى عوامل لا بديل لها لأهداف إرشادية وتعليمية، ويساهم في حفز الاهتمام والدافع عند التلاميذ واستقلالية فكرهم والتمعن النقدي وحب البحث والإبداع، الأمر الذي سيسمح بمواصلة الارتقاء بعملية التعليم-التعلّم، في السعي المتواصل للارتقاء بالجودة التعليمية.

مادة المعلوماتية، البالغ عدد ساعاتها المقررة في المنهاج 172، سيرتفع عدد ساعاتها إلى 216. في الصفين السابع والثامن سيكرّس خمسون بالمائة من الساعات لتعليم المعلوماتية بهدف الدراسة والخمسون بالمائة الأخرى كوسيلة للتعليم بمشاركة أستاذ الكمبيوتر والأستاذ التكاملي. وفي الصف التاسع ستُعطى المادة كوسيلة للتعليم في كل المواد.

تقيَّم على نحو إيجابي جداً الجهود التي يبذلها الأساتذة عبر التلفزيون والمستشارون في سبيل التوصل إلى تقديم دروس ممتعة وجديدة برؤيا علمية عميقة وتلبية لاهتمامات ودوافع التلاميذ عبر استخدام مواد تعليمية وتقنيات تعليمية وأساليب دراسة ونشاطات موجّهة إلى تطوير الفكر المنطقي، وذلك انطلاقاً من استخدام التكنولوجيات الجديدة.

برنامج الدروس عبر الفيديو للمرحلة التعليمية المتوسطة سيتمتع بتسجيلات لجميع دروس الرياضيات، اللغة الإسبانية-الأدب، التاريخ والإنكليزية لجميع الصفوف، وكذلك الفيزياء في الصفين الثامن والتاسع، والتي ستكون مفيدة كأساس خاص لتحضير التلاميذ والمعلّمين.

يتم تسجيل الحصص عبر عمل مشترك بين كل اثنين من الأساتذة ومشاركة طلاب من المرحلة المتوسطة. يشارك في مدينة هافانا ما مجموعه 28 أستاذاً يقدمون حصصهم عبر التلفزيون و252 تلميذاً، موزعين على 14 مجموعة؛ وفي محافظات سيينفويغوس وفيّا كلارا وسنتياغو دي كوبا 24 معلماً و216 تلميذاً، ليبلغ مجموعهم في كل البلاد 52 أستاذاً و468 تلميذاً شاركوا حتى الآن في تسجيل الدروس على أشرطة فيديو خلال الإجازة الصيفية، وسيواصلون ذلك حتى إنهاء العام الدراسي، وقد أثبتوا في ذلك حماساً ما فوق العادي وتفانياً حيال هذه المهمة.

إلى جانب ما سبق، ارتفع في المنهاج التعليمي إلى خمسة عدد الحصص الأسبوعية من مادتي الرياضيات واللغة الإسبانية-الأدب، وكذلك ما نسبته 20 بالمائة من المحتويات الجديدة، والتي تشمل معلوماتية وتربية صناعية وتاريخ في الصف التاسع.

يضحي أمراً ذا دلالة أنه خلال دوامي الصباح وما بعد الظهر ستُعطى مضامين مواد دراسية، مع تخصيص ثلاث أو أربع حصص للمراجعة وحل التمارين وتعزيز المضامين التي يتم تلقينها عبر التلفزيون والفيديو.

المواد التي تشملها هذه البرامج هي التربية الفنية في الصف السابع وعلم الأحياء والجغرافيا والكيمياء في الصفين الثامن والتاسع، والتربية الصناعية للصف التاسع أيضاً.

وفي سبيل توسيع نظام الجلستين من الدوام ليشمل جميع مدارس التعليم المتوسط في العاصمة تم بناء 550 غرفة صف وأربعة مدارس متوسطة جديدة والقيام بثلاثة أعمال توسيع. وأقيم 13 مبنى لسكن الأساتذة التكامليين الذين سيعملون في مدارس التعليم المتوسط في العاصمة. لقد تم العمل بصمت، ولكن الجهد المبذول بدعم محافظات أخرى كان في الحقيقة عملاً بارزاً ويستحق الثناء.

وفي سبيل التمكن من جعل الجزء الأكبر من تلاميذ المرحلة المتوسطة في البلاد يتبعون نظام الجلستين من الدوام اليومي تم العمل بشكل مشترك مع باقي الهيئات والمنظمات بحثاً عن الأماكن الضرورية، الأمر الذي، إذا ما أضفناه إلى تخصيص أكثر من 120 ألف مقعد مدرسي للخطة التي جرى تنفيذها، سيسمح لجميع الأماكن أن تتمتع بقطع الأثاث اللازمة.

في شهر أيلول/سبتمبر سيكون لدينا 177 مدرسة متوسطة تقدّم خدمة الوجبة الإضافية المدرسية وفيها 93 ألفاً و169 طالب و9728 عامل، وبهذا، وإلى جانب ال‍ 115 ألفاً و110 تلاميذ الداخليين في هذا المستوى التعليمي، إنما نحن نفيد 42 بالمائة من مجموع عدد المسجلين.

اعتباراً من الآن وحتى شهر أيلول/سبتمبر من العام القادم، مائة بالمائة من التلاميذ غير الداخليين سيتلقون هذه الوجبة الإضافية، والتي تحتوي على حوالي 40 من البروتينات اللازمة في هذا السن.

من واجبي أن أشير إلى أن هناك ثمانية بلدان، كبيرة وصغيرة، ومن بينها واحد ينتمي إلى منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية (OECD)، تطبق المنهاج الكوبي لمحو الأمية عبر الإذاعة والتلفزيون. إنه يهطل الاهتمام وطلب تعاون كوبا التقني واستشارتها. وهذه الحركة غير القابلة للتوقف يمكنها أن تساهم بالقضاء خلال وقت قصير على الرقم المخجل والذي لا ينتهي البالغ 860 مليوناً من الأميين وآلاف الملايين من شبه الأميين في العالم الثالث.

إن ألد الأعداء داخل البلاد وخارجها مشدوهين من مقاومة شعبنا البطولية ونجاحات الثورة، وعلى نحو خاص اعتباراً من معركة الأفكار والتقهقر التدريجي للأيديولوجية النيوليبرالية والنظام الاقتصادي غير القابل للديمومة المفروض على العالم، وهو نظام أصبح في أوج انحلاله وأزمته العميقة. وهناك أناس مواربون تواقين لإطلاق ضربات جديدة، عاجزين عن الإدراك بأنه لم تعد هناك من قوة في العالم تستطيع هزم الثورة الكوبية إذا ما كنا قادرين، كما فعلنا طوال نصف قرن، على إدراك أخطائنا وتجاوزها وصيانة الفضائل التي منحتنا وستمنحنا النصر دائماً. سيدخل اسم كوبا التاريخ بفعل ما صنعته وما تقوم بصنعه في مجالات التعليم والثقافة والصحة من أجل الإنسانية في أصعب مرحلة عرفها جنسنا البشري.

بلدنا محاصر من قبل القوة العظمى الوحيدة وشبه المحاصر من قبل أوروبا، ولن يستطيع كلاهما معاً هزم الثورة الكوبية، ومن بين أسباب ذلك أن كلاهما معاً لا تملكان ولن تملكا أبداً الرأسمال البشري ولا القيم الأخلاقية لفعل ما تستطيع كوبا الاشتراكية أن تفعله.

الوطن أو الموت!

سننتصر!

 

Versiones Taquigràficas